عنوان الكتاب: آفة الوهم والشؤم

التشاؤم عادة قديمة من عادات المشركين

أيها الإخوة الأعزّاء! منذ قديم الزمان اعْتاد المشركون وخصوصًا المتوهّمون منهم على التشاؤم مِن أشياء مختلفة فيتأثّرون بكلّ شيءٍ، مثلًا: إذا خرج شخصٌ للعمل فمرّ به حيوانٌ على الطريق أو سمع صوتَ طائرٍ معيّنٍ عاد إلى منزله فورًا، وهكذا اشْتهر بينهم التشاؤم مِن بعض الأيّام والشهور، أو قدوم أحدٍ، وقد انْتشر مثل هذه الأفكار والأوهام في مجتمعنا أيضًا، لكن يجب أنْ نعلم بأنّ الإسلام لا يسمح بهذا النّوع مِن الخرافات والأوهام إطلاقًا، وحيث أزال الإسلام جذور الخزعبلات والأكاذيب الأخرى فقد قضى أيضًا على هذه العادة السيّئة، تعالوا لنستمع إلى الحديثين الشريفين حول التطيّر والتشاؤم:

(۱) قال النبيُّ : «إِذَا تَطَيَّرْتُمْ فَامْضُوا وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا»[1].

(۲) وفي "المعجم الكبير": قال النبيُّ : «ثَلَاثٌ لَازِمَاتٌ لِأُمَّتِي: الطِّيَرَةُ، وَالْحَسَدُ، وَسُوءُ الظَّنِّ».

فقال رجل: مَا يُذْهِبُهُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ مِمَّنْ هُوَ فِيهِ؟

قال: «إِذَا حَسَدْتَ فَاسْتَغْفَرِ اللهَ، وَإِذَا ظَنَنْتَ فَلَا تُحَقِّقْ، وَإِذَا تَطَيَّرْتَ فَامْضِ»[2].


 

 



[1] "الترغيب والترهيب"، لقوام السنة، باب في الترهيب من التطير، ۱/۴۱۶، (۷۲۶)، و"الكامل في ضعفاء الرجال"، عبد الرحمن بن سعد، ۵/۵۰۹.

[2] "المعجم الكبير"، من اسمه حارثة بن النعمان، ۳/۲۲۸، (۳۲۲۷).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

25