بحمد الله تعالى! فقد كان سلوك سلفنا الصالحين حول هذا الأمر مسلك يستحقّ الاتّباع؛ لأنّ هؤلاء السادة ينفذون ما يريدون ويمضون في حاجاتهم متوكّلين على الله جلّ وعلا، بدلًا مِن أنْ يتشاءموا بالأشخاص والأشياء والزمان والمكان والأبراج والنّجوم مثل الأشخاص المتوهّمين، وإليكم هذين الأثرين المفيدين في هذا الصدد:
لم يتخلّف عن السفر
روي عن سيّدنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنّهُ لَمَّا أراد الخروجَ لِحَرْبِ الخوارجِ اِعْتَرَضَه مُنَجِّمٌ فقال يا أمير الْمؤمنين! لا تخرج.
قال رضي الله تعالى عنه: لِأَيِّ شَيْءٍ؟
قال: إنَّ الْقَمَرَ فِي الْعَقْرَبِ، فَإِنْ خَرَجْتَ أُصِبْتَ وَهُزِمَ عَسْكَرُك.
فقال سيّدنا علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: ما كان لِرَسُولِ اللهِ ﷺ مُنَجِّمٌ، ولا لِأبي بَكْرٍ ولا لِعُمَرَ، سَأَخْرُجُ ثِقَةً بِاللهِ وَتَكْذِيبًا لِقَوْلِك، فَمَا سَافَرَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ ﷺ سَفْرَةً أَبْرَكَ مِنْهَا، قَتَلَ الْخَوَارِجَ وَكَفَى الْمُسْلِمِينَ شَرَّهُمْ، وَرَجَعَ مُؤَيَّدًا مَنْصُورًا[1].
صلوا على الحبيب! صلى الله على سيدنا محمد
[1] "غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب" لشمس الدين السفاريني، مطلب في إتلاف آلة التنجيم والسحر، ۳/۲۴۸.