عنوان الكتاب: صلة الرحم

من أسباب قطيعة الرحم: سوء الظنّ

أيها الإخوة! تعتبر صلة الرحم وحسن التعامل مع الأقرباء شرفًا وكرامةً وسببًا من أسباب النجاة في الآخرة ينال بها العبد رضى الله، وإنّها لتزيد الرزق وتطيل العمر ولها بركات كثيرة، وسبب انتهاء العلاقة أو سوئها بشكلٍ عام: هو عدم حسن النيّة وكثرة الشكّ، في حين أنّ قطع العلاقة يؤدّي إلى غضب الله وخسارة الآخرة إلى جانب الخسائر الدنيويّة، وبشكل عام يكون سبب قطع الرحم هو عدم حسن الظنّ وكثرة الشكّ.

وللأسف! فقد انتشر في مجتمعاتنا انعدام الثقة ببعضنا البعض، وسوء الظنّ بالآخرين بناءً على الشكوك، وعلى سبيل المثال: قمنا بدعوة أحد أحبابنا لحضور مناسبة ولكنّه لم يتمكّن من الحضور؛ فننتبه لذلك ثم ننتقده ونغتابه ونقرّر عدم حضور مناسباته؛ لأنّه لم يحضر مناسبتنا، وهكذا تتنازع الأسر مع بعضها لمجرّد الشكّ، وبمرور الوقت يزداد هذا البُعد والمفارقة لدرجة الاستمرار لسنين طويلة! لماذا؟ لأنّه لم يحضر مناسبتنا، ورُبّما هناك العديد من الأسباب الضروريّة منعته من الحضور، فربّما كان مريضًا أو نسي أو اضّطر إلى الذهاب لأمرٍ ضروريٍّ أو ظرف طارئ يصعب شرحه أمامنا وما إلى ذلك، سواء أَخبرنا عن سبب عدم حضوره أو لا، بل يجب علينا أنْ نحسن الظنّ به فنكسب الحسنات ونتهيّأ للدخول إلى الجنّة، ولا نخسر الصلة الشرعيّة معه من طرفنا.


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32