عنوان الكتاب: صلة الرحم

إخوتي الأعزّاء! لقد سمعتم أنّ الإمام أحمد رضا خان رحمه الله نصح السائل بالتورية لحاجة شرعيّة يتّقي العبد فيها من الكذب بالتورية بناء على عذرٍ شرعيٍّ، ولكن تذَكّر أنّ هناك أوجهًا معيّنة للتورية، فلا يجوز التورية شرعًا لغير حاجة،كما يقول المفتي محمّد أمجد علي الأعظمي رحمه الله: فمعنى التورية: هو أنْ يقول القائل كلامًا يظهر منه معنى يفهمه السامع ولكن القائل يريد معنى آخر يحتمله الكلام، ولا يجوز ذلك لغير حاجةٍ، ومثاله: إذا دعوتَ أحدًا إلى الطعام فقال: أكلتُ، فظاهر معناه أنّه تناول طعامًا ذلك الوقت، ولكنّه يقصد بكلامه أنّه تناول طعام أمس فإنّه يعدّ كذبًا؛ لأنّه لا يجوز التورية هنا بغير حاجةٍ[1].

وقد تبيّن من السؤال وجواب الشيخ في "الفتاوى الرضوية": أنّ الشريعة تحرم قطع العلاقات والأرحام مع أيّ قريب دون سبب شرعيٍّ، وبشكل عام في مثل هذه الحالات يصبح من الصعب الوفاء بمقتضيات العدالة، فتنزلق أقدام الكبار في مثل هذه المواقف، لذا يرجى التصرّف بحكمة، مع الطمع في رحمة الله تعالى وإرضائه في أوامره، ثمّ ضَع الحديث الآتي نصب عينيك وهو: «الكَلِمَةُ الحِكْمَةُ ضَالَّةُ الْمُؤْمِنِ»[2].


 

 



[1] "بهار شريعت"، ۳/۵۱۸، مختصرًا وتعريبًا من الأردية.

[2] "سنن الترمذي"، كتاب العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، ۴/۳۱۴، (۲۶۹۶).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

32