كذلك كان بعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين يحتاطون في الأحاديث حين يسألهم أحد عنها، كما في ذات مرّة حين سُئِلَ سيدنا عُمَرُ بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه عَنْ شَيْءٍ فقال: لَوْلا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَزِيدَ فِي الحَدِيثِ أَوْ أَنْتَقِصَ مِنْهُ لَحَدَّثْتُكُمْ بِهِ[1].

وروي عن سيدنا مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ رضي الله تعالى عنه أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عُمَرَ بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه عَنِ الْأَرْنَبِ.

فقال سيدنا عُمَرُ بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه: لَوْلَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَزِيدَ فِي الْحَدِيثِ وَأَنْقُصَ مِنْهُ، وَسَأُرْسِلُ لَكَ إِلَى رَجُلٍ، فَأَرْسَلَ إِلَى سيدنا عَمَّار بن ياسرٍ رضي الله تعالى عنه.

فَجَاءَ فقال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ، فَنَزَلْنَا فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا، فَأَهْدَى إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ أَرْنَبًا فَأَكَلْنَاهَا[2].

أيّها الإخوة الكرام! ها قد سمعتم أنّ سيدنا عمرَ بن الخطّاب رضي الله تعالى عنه كان يحتاط للغاية في رواية الحديث على الرغم من كونه من العشرة المبشّرين بالجنّة، وقد عاش مع النبيّ ﷺ حياةً طويلةً في السّفر والحضر، ولو أراد لَروى الحديثَ بنفسه ولكنّه أرسله إلى عالمٍ