وراء المال يجب علينا أنْ نلقي في قلوبهم الخشيّةَ من الله سبحانه وتعالى وحبَّ رسوله ﷺ، وكذلك الترغيب في الأعمال الصّالحة والسّعي إلى الآخرة، ونعلم بأنّ عباد الله الصالحين ولا سيّما الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام والصّحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم أجمعين ينشغلون عن الدّنيا وحبّها، وسيّدنا طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه أحد هؤلاء الشخصيّات العظيمة وهو كان منشغلًا عن الدّنيا طيلة حياته، فبدلًا مِن اكتناز ما كسبه أنفقه في سبيل الله سبحانه وتعالى ابتغاء وجهه عزّ وجلّ.
زهده وجوده
عن سيدنا موسى بن طلحة، عن أبيه رضي الله تعالى عنهما، أَنَّهُ أتاه مالٌ من حَضْرَمَوْتَ سَبْعُ مَائَةِ أَلْفٍ، فَبَاتَ لَيْلَتَهُ يَتَمَلْمَلُ، فقالتْ له زوجته: مالكَ؟
قال: تَفَكَّرْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ، فَقُلْتُ: مَا ظَنُّ رَجُلٍ بِرَبِّهِ يَبِيْتُ وَهَذَا المَالُ فِي بَيْتِهِ؟
قَالَتْ: فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ بَعْضِ أَخِلّائِكَ!؟ فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَادْعُ بِجِفَانٍ وَقِصَاعٍ فَقَسِّمْهُ.
فقال لها: رَحِمَكِ اللهُ، إِنَّكِ مُوَفَّقَةٌ بِنْتُ مُوَفَّقٍ؛ وَهِيَ أُمُّ كُلْثُوْم بِنْتُ الصِّدِّيْقِ رضي الله تعالى عنهما.