عنوان الكتاب: سيرة سيدنا طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

يستوثق الْمُقْرِض من عدم ضياعة ماله واستحقاق ردّه فَلْيستوثِق هكذا من يُنْفق في سبيل الله مِن نيل ثوابه وجزائه حتمًا[1].

أيها الأحبة الأعزّاء! لا يضيع شيءٌ مِنْ مالٍ بذله المرءُ في سبيل ربّه تعالى بل ربّما يعوّضه اللهُ فورًا خيرًا منه في الدّنيا، بالإضافة إلى ما سيهبه في الآخرة، والمنفق في سبيل الله أو الصدقة لا تنقص من المال، كما روي عن سيدنا أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، عن رسول الله قال: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ»[2].

لقد وضع الله سبحانه وتعالى البركةَ في مال سيدنا طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه، زيادة على ما يرزقه الله تعالى في الآخرة؛ وذلك لأنّه كان يكثر من الإنفاق في سبيل ربّه جلّ وعلا، كما روي عن سيدنا عمرو بن دينارٍ رضي الله تعالى عنه أنّه قال: كَانَتِ غَلَّةُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رضي الله تعالى عنه كُلَّ يَوْمٍ أَلْفًا وَافِيًا[3].

أيها الأحبة الكرام! علمنا مِن هذا أنّ الله تعالى بارك في مال سيدتنا طلحة بن عبيد الله ببركة التصدّق والإنفاق في سبيله! وقال


 

 



[1] "خزائن العرفان"، [البقرة: ٢٤٥]، تعريبًا من الأردية.

[2] "صحيح مسلم"، كتاب البر والصلة، باب استحباب العفو والتواضع، ص ١٠٧١، (٦٥٩٢).

[3] "المعجم الكبير"، من اسمه طلحة بن عبيد الله، ١/ ١١٢، (١٩٦).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

26