عنوان الكتاب: سيرة سيدنا طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

سيدنا قبيصة بن جابر رضي الله تعالى عنه: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا قَطُّ أَعْطَى لِجَزِيلٍ مِنَ المَالِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ مِنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رضي الله تعالى عنه[1].

وربّما كان سيدنا طلحة عبيد الله رضي الله تعالى عنه ينفق في سبيل الله تعالى كلَّ ما لديه ولا يترك شيئًا لأهله، روي عن سيدتنا سُعدى بنت عوف رضي الله تعالى عنها، وكانتْ امرأة سيدنا طلحة رضي الله تعالى عنها قالت: قَسَّمَ سيدنا طَلْحَةُ فِي يَوْمٍ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ، ثُمَّ حَبَسَهُ عَنِ الرَّوَاحِ، أَنْ جَمَعْتُ لَهُ بَيْنَ طَرَفَيْ ثَوْبِهِ، وَكَانَ مُتَحَرِّقُ الْوَسَطِ، فَقَطَعْتُهُ ثُمَّ أَخْرَجْتُ وَسَطَهُ وَلَفَقْتُهُ[2].

أيّها الإخوة الكرام! يا لها من تضحيّة! إنّه سيّدنا طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه المضحّي بالمال وبالنفس! أنّه ضحّى بكلّ وسائل الراحة من أجل المسلمين الآخرين، وهو رضي الله تعالى عنه كان يعرف جيّدًا أنّ الإسلام يعطينا رسالة التعاطف، ولذا آثر المسلمين الآخرين على نفسه نُصحًا لهم.

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد


 

 



[1] "المعجم الكبير"، من اسمه طلحة بن عبيد الله، ١/١١١، (١٩٤).

[2] "موسوعة ابن أبي الدنيا"، كتاب إصلاح المال، باب فضل المال، ٧/٤٢٤، (٩٧).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

26