الاحتياط في رواية الحديث
أيّها الإخوة الكرام! لقد سمعنا منذ قليلٍ عن تضحيّة سيدنا طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه بالنّفس، ولا تنسوا! أنّ هذه العادات المطهّرة والصّفات الطيّبة الموجودة في أصحاب النبيّ ﷺ كانت نتيجة تدريب النبيّ الكريم ﷺ، والصحابة رضي الله تعالى عنهم كانوا يتشرّفون بزيارة النبيّ ﷺ في معظم الأحيان ويفرحون بها، وكانوا يسترشدون به في كلّ الأمور يعيشون معه ﷺ، ولا يكتفون بمجرّد عمل ما كانوا يسمعونه من كلام رسول الله ﷺ بل كانوا يبلّغونه إلى النّاس بأقصى درجات الاحتياط والحذر دون زيادةٍ أو نقصان، ولو كان هناك ذرّة شكٍّ في أنّ هذه الكلمات ليست مِنْ عندِ حضرة النبيّ ﷺ لَمَا قالوها قطّ، لذا معظم الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين سبقوا بالإيمان وعاشوا مع سيدنا النبي ﷺ لمدّةٍ مديدةٍ ولكن مروياتهم قليلة جدًّا، على الرغم مِنْ ملازمتهم الطويلة لسيدنا النبي ﷺ، فمنهم: سيدنا طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه، كما ذكر العلّامة بدر الدين العيني رحمه الله تعالى عن عدد مروياته رضي الله تعالى عنه فقال: روي له عن رسول الله ﷺ ثمانية وثلاثون حديثًا، اتّفقا منها على حديثين وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بثلاثة[1].