عنوان الكتاب: سيرة سيدنا طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

وعن سيدنا الزبيرِ بنِ العوّام رضي الله تعالى عنه أنّه قال: كَانَ عَلَى النَّبِيِّ دِرْعَانِ يَوْمَ أُحُدٍ، فَنَهَضَ إِلَى الصَّخْرَةِ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَأَقْعَدَ طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ تعالى عَنْهُ تَحْتَهُ، فَصَعِدَ النَّبِيُّ حَتَّى اسْتَوَى عَلَى الصَّخْرَةِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ: «أَوْجَبَ طَلْحَةُ»[1].

قال العلّامة الملّا علي القاري رحمه الله تعالى في شرح قوله : «أَوْجَبَ طَلْحَةُ» أي: الْجَنَّةَ، وَالْمَعْنَى: أَنَّهُ أَثْبَتَهَا لِنَفْسِهِ بِعَمَلِهِ هَذَا أَوْ بِمَا فَعَلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، فَإِنَّهُ خَاطَرَ بِنَفْسِهِ يَوْمَ أُحُدٍ وَفَدَى بِهَا رَسُولَ اللهِ وَجَعَلَهَا وِقَايَةً لَهُ حَتَّى طُعِنَ بِبَدَنِهِ، وَجُرِحَ جَمِيعُ جَسَدِهِ حَتَّى شُلَّتْ يَدُهُ وَجُرِحَ بِبِضْعٍ وَثَمَانِينَ جِرَاحَةً[2].

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد

أيّها الإخوة الكرام! لقد شارك سيدنا طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه في كثيرٍ من الغَزَوَات بِجِدٍّ وشجاعةٍ، ولكنّ مروان رَمَاهُ بِسَهْمٍ فَأَصَابَ فَخِذَهُ فَشَكَّهَا بِسَرْجِهِ، فَانْتَزَعَ السَّهْمَ عَنْهُ، فَكَانُوا إِذَا أَمْسَكُوا الْجُرْحَ انْتَفَخَتِ الْفَخِذُ، فَإِذَا أَرْسَلُوهُ سَالَ، فقال سيدنا طلحة بن عبيد الله رضي الله تعالى عنه: دَعُوه فإنّه سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الله تعالى


 

 



[1] "سنن الترمذي"، كتاب المناقب، باب مناقب أبي محمد طلحة بن عبيد الله، ٥/٤١٢، (٣٧٥٩).

[2] "مرقاة المفاتيح"، كتاب المناقب والفضائل، باب مناقب العشرة، ١٠/٤٩٥.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

26