ذلك: فقد روي عن سيدنا أبى هريرة رضي الله تعالى عنه أنّه قال: قال سيدنا رسول الله ﷺ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَالسَّابِقُ السَّابِقُ إِلَى الْجَنَّةِ».
فقال سيدنا أبى هريرة رضي الله تعالى عنه: فبلغني أنّه كان بين سيدنا الحسن والحسين رضي الله تعالى عنهما هجْران وتشَاجر، فقلتُ لسيدنا الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما: الناس يقتدون بكُما فلا تتهاجَرا، واقْصدْ أخاك الحسنَ رضي الله تعالى عنه وادْخُل عليه، وكلِّمْه فإنّك أصغر سنًّا منه.
فقال: لولا أنّي سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «السَّابِقُ السَّابِقُ إِلَى الْجَنَّةِ» لَقصدتُّه، ولكنْ أكره أنْ أسبقه إلى الجنّة.
فذهبتُ إلى سيدنا الحسن رضي الله تعالى عنه فأخبرتُه بذلك.
فقال: صدقَ أخي، وقام وقصد أخاه الحسين وكلَّمَه واصطلَحَا رضي الله تعالى عنهما[1].
أيها الأحبة الكرام! في هذه الحكاية الإيمانيّة دروس كثيرة ينبغي أنْ نلتزم بها.
[1] "كتاب الزهد" لابن المبارك، الجزء الخامس، باب النية مع قلة العمل...إلخ، ص٢٥٣، (٧٢٦)، و"ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى" لمحب الدين الطبري، ذكر فضيلة للحسن والحسين، ص١٣٧-١٣٨.