عنوان الكتاب: أهمية الصلح وثمراته

لماذا لا نتصالح؟

أيها الإخوة! هل تفكّرتُم للحظة! لِمَاذا لا نتقدّم إلى المصالحة؟ لماذا لا نحرص على المبادرة لها؟ هل يعدّ هذا نقصًا في كرامتنا؟ لا يليق بنا أنْ نتخلّف عن المصالحة بالإعراض، وخاصّة حين يكون الطرف المقابل قد مدّ يده إلينا بذلك، فلنحرِص على نيل رضى الله وكسب الحسنات ولا نضيّع هذه الفرصة العظيمة، وما أعظم مكانة سيدنا النبي ! وهنا أيضًا تعالوا نستمع إلى قصّةٍ إيمانيّةٍ حول تربية سيدنا النبي لأصحابه الكرام رضي الله تعالى عنهم بأسلوبٍ جميلٍ مليء بالحِكم والمواعظ.

عن سيدنا الفضل بن العبّاس رضي الله تعالى عنهما قال: جَاءَنِي رَسُولُ اللهِ ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ، فَوَجَدْتُهُ مَوْعُوكًا قَدْ عَصَبَ رَأْسَهُ، فقال: «خُذْ بِيَدِي يَا فَضْلُ».

فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْمِنْبَرِ، فَجَلَسَ عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لِي: «صِحْ فِي النَّاسِ».

فَصِحْتُ فِي النَّاسِ، فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَحَمِدَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّهُ قَدْ دَنَى مِنِّي حُقُوقٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ، فَمَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ لَهُ ظَهْرًا فَهَذَا ظَهْرِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ، وَمَنْ كُنْتُ شَتَمْتُ لَهُ عِرْضًا فَهَذَا عِرْضِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ، وَمَنْ كُنْتُ أَخَذْتُ لَهُ مَالًا، فَهَذَا مَالِي فَلْيَسْتَقِدْ مِنْهُ ولَا يَقُولَنَّ رَجُلٌ: إِنَّى أَخْشَى الشَّحْنَاءَ مِنْ قِبَلِ رَسُولِ اللهِ،


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

31