ويقال: إنّه أدرك سيّدنا عِيسَى بن مريم، وقيل: بل أدرك وصيّ سيّدنا عِيسَى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وقرأ الكتابين[1].
قصّة إسلامه رضي الله عنه
كان سيدنا سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه من أهل أصبهان، وكان والده مجوسيًّا، لذا كان رضي الله تعالى عنه في البداية مجوسيًّا، فاجتهد في المجوسية حتّى أصبح ماهرًا فيها، ثمّ خرج في طلب الدِّين وتنقّل من كنيسةٍ إلى أُخرى بعدما ترك دين أجداده المجوسيّة، ولَحِقَ بِرَاهبٍ ثمّ براهبٍ آخر وكان يصحبهم إلى وفاتهم حتّى لحق براهبٍ مُعَمِّرٍ فوجده على مثل ما كان عليه أصحابه، فمكث عنده ما شاء الله، ثمّ حضرَتْه الوفاة فقال له: إلى مَن توصي بي؟
فقال لي: أي بني! واللهِ ما أعلم أنّه أصبح في الأرض أحدٌ على مثل ما كنّا عليه آمرك أنْ تأتيه، ولكنّه قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ يُبْعَثُ بِدِيْنِ إبراهيم الحنيفيّة، يَخْرُجُ مِنْ أَرْضِ ذَاتِ نَخْلٍ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَخْلُصَ إِلَيْهِ فَاخْلُصْ، وَإِنَّ بِهِ آيَاتٍ لا تَخْفَى، إِنَّهُ لا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ وَهُوَ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، وَإِنَّ بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتَهُ، ثمَّ مَاتَ الراهب، فَمَرَّ بِسيدنا سلمان الفارسي رَكْبٌ مِنْ كَلْبٍ فَسَأَلْهُمْ عَنْ بِلادِهِمْ، فَقَصَدَهُم فَغَدَرُوا بِهِ وَبَاعُوهُ فِي وَادِي القُرَى لِيَهُودِي.