عنوان الكتاب: سيرة سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه

وتُصيب المرءَ الذي أمامك فيزداد الحبُّ بينكما، كأنّه يقول له يا بنيّ! سلِّمْ على النّاسِ فإنّه يورث الحبَّ بينكم، نسأل الله أنْ يوفّقنا لإفشاء السلام وتأليف القلوب وتطهيرها من الأحقاد، آمين بجاه خاتم النبيّين .

تبليغ السلام واجب

عن سيدنا أبي قِلابَةَ رحمه الله تعالى، أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ عَلَى سيدنا سَلْمَانَ الفارسي رضي الله تعالى عنه وَهُوَ يَعْجِنُ قال: مَا هَذَا؟

قال: بَعَثْنَا الْخَادِمَ فِي عَمَلٍ، فَكَرِهْنَا أَنْ نَجْمَعَ عَلَيْهِ عَمَلَيْنِ.

ثُمَّ قال: فُلَانٌ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ.

قال: مَتَى قَدِمْتَ؟

قال: مُنْذُ كَذَا وَكَذَا.

قال: أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ تُؤَدِّهَا كَانَتْ أَمَانَةً لَمْ تُؤَدِّهَا[1].

تأمّلوا أيها الإخوة! ما أحسن تعامله مع خادمه! كان الخادمُ مسؤولًا عن عجنِ الدقيق ولكن سيدنا سلمان الفارسي عندما أرسلَه للقيام بمهمَّة جعل يعجنُ العجينَ بنفسه لكيلا يحمَّل الخادم من المشقةَ مرّتين.

بعث السلام وحكم تبليغه

أيها الإخوة الكرام! بحمد الله تعالى هناك عدّة خصال حميدة توجد بيننا، ومنها: أنّه إذا رجع ضَيفٌ إلى أهله يقال له: بلِّغْ سلامنا إلى الجميع،


 

 



[1] "كتاب الزهد" لأحمد بن حنبل، زهد سلمان الفارسي، ص ١٧٧، (٨٤١).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33