وَكَانَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي عَبَاءَةٍ يَفْتَرِشُ بَعْضَهَا وَيَلْبَسُ بَعْضَهَا، فَإِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ أَمْضَاهُ، وَيَأْكُلُ مِنْ سَفِيفِ يَدَيْهِ[1].
أيها الإخوة الأكارم! لاحظوا كيف أنّه رضي الله تعالى عنه كان مسؤولًا عن جماعةٍ تضمّ ثلاثين ألفًا من المسلمين، فبطبيعة الأمر سيكون مشغولًا جدًّا في مصالحهم، لكن على الرغم من ذلك كان يكسِب ماله بيده، بل هذا المبلغ الذي هو خمسة آلاف درهم كان يحصل عليه على سبيل الأجرة، وكان يُنفِقه في وجوه الخير.
سبحان الله! اللَّهمّ نسألك أنْ تجعلنا ممّن يخدمون عبادك ويقضون حوائجهم ويعملون لراحتهم، وأنْ توفّقنا لأن نكسب مِن كدّ أيدينا بالحلال، آمين يا ربّ العالمين.
سؤال الناس لغير حاجة
أيها الأحبّة الأعزّاء! من المظاهر الغريبة في عصرنا كثرة التسوُّل في المجتمع وبشكل خطير ومؤسف جدًّا، حيث نرى الشبابَ وهم في مُقتَبَلِ أعمارهم يبسطون أيديهم أمام الناس، بسط اليدِ للنّاس للسّؤال على سبيل التسوُّل حرامٌ، مَن يسأل الناسَ بلا عذر شرعي فهو يطلب النار، ومَن استكثر المال بالسؤال فقد استحقَّ النار بذلك القدر، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف: عن سيدنا حُبشِيِّ بنِ جُنَادَةَ رضي الله تعالى