عنوان الكتاب: سيرة سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه

تعالى عنهما عندما سألاه: هل أنتَ صحابيّ رسول الله ؟ فأجابه جوابًا فيه شيءٌ من الحكمة والتدبّر، بأنّ الصحابي في الحقيقةِ هو الذي يُصاحب رسولَ الله في الجنّة، وأمّا أنا فلا أدري إنْ كنتُ كذلك!

سبحان الله! ما هذا الهمُّ العجيبُ للآخرةِ أخي الحبيب! كان السلفُ الصالح يسترون أوصافَهم الحميدةَ بِرِدَاءِ التواضع، وكأنَّ كلمةَ العجب لم تكن موجودة في قاموسهم أصلًا، وفهمنا مِن هذا أنّ الوصفَ الجيّد أو الفضيلة الحقيقة هي التي تُوصل المرءَ إلى الجنّة، وأمّا الأوصافُ الأخرى وغيرها فهي أمور ثانويّة، فمهما نلتَ من الصفات العظيمة في الدنيا سواء صرتَ طبيبًا أو مهندسًا أو ضابطًا كبيرًا أو شخصيّةً عظيمةً فإذا لم تُوصلك إلى الجنّةِ فليسَتْ لها فائدة، بل قد تكون مُضرَّة بالنسبة لك.

 

(٣) عوِّدوا أنفسَكم السَّلام على الحاضرين وإرسال التحيَّة إلى الغائبين:

أيها الإخوة الأكارم! من الدروس التي تعلَّمناها من قصّة سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه هو أنّ مِن أفضل الهدايا بين المسلمين والأحبّة "التحيّة"، وهي الدعاء أيضًا في الوقت نفسه، فيجب علينا أنْ نُفشي السلامَ، ونُسلِّم على الأهل عندما ندخل البيتَ، أو نمرُّ على الناسِ في الأسواق والمجالس، أو عند ركوبِ الحافلة والقطار، والإخوة الذين يسكنون في مُدن أخرى نتفقّدهم ونُبلِّغ لهم التحيّةَ المباركة كلّما سنحت لنا الفرصة، قعن سيدنا عبدِ اللهِ بنِ سلامٍ رضي الله تعالى عنه قال: لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33