فيه الثياب) وجَفْنةً (أي: قصعة الطعام) ومَطهَرَةً (أي: إناء للتطهير والنظافة) هذه فقط وقد اقترب منه الموت، ومع قلّة ما يملك كان يَبكي ويقول: إنّه جمع ثروة كبيرة، وصار اليوم الوضع مختلفًا كثيرًا، فدَخلُنا الشهري أو بعضنا يكون بآلاف الريالات، مع رصيد بنكي هائل أيضًا، إضافة إلى بيت كبير، وسيّارة حديثة، ولوازم في البيت غير ضروريّة فقط للتباهي والتفاخر، ومع كلّ هذا نسعى للمزيد ليلًا ونهارًا، يا ليتنا! نتعلَّم القناعةَ والرضا التام بما أعطانا الله سبحانه وتعالى ونُفكّر في الآخرة بدلًا من أنْ نستولّي على مشاعرنا أفكار جمع المال والدنيا وشهواتها الزائلة، فينبغي لنا أنْ نتوكّل على الله تعالى ونكتفي بالقليل ونشعر بالامتنان ونفكّر في تحسين الآخرة.
التوكّل شيء عجيب
روي عن سيدنا عبدِ اللهِ بنِ سَلامٍ رضي الله تعالى عنه قال: إنَّ سيدنا سَلْمَانَ الفارسي رضي الله تعالى عنه قَالَ لَهُ: أَيْ أُخَيَّ! أَيُّنَا مَاتَ قَبْلَ صَاحِبِهِ فَلْيَتَرَاءَ لَهُ.
قَالَ سيّدنا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلامٍ رضي الله تعالى عنه: أَوَيَكُونُ ذَلِكَ؟
قَالَ: نَعَمْ، إِنَّ نَسَمَةَ الْمُؤْمِنِ مُخَلَّاةٌ تَذْهَبُ فِي الأَرْضِ حَيْثُ شَاءَتْ، وَنَسَمَةُ الْكَافِرِ فِي سِجْنٍ.
فَمَاتَ سيّدنا سَلْمَانُ الفارسي رضي الله تعالى عنه.