عنوان الكتاب: سيرة سيدنا سلمان الفارسي رضي الله عنه

قالا: أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه.

قال: فَأَيْنَ هَدِيَّتُهُ الَّتِي أَرْسَلَ بِهَا مَعَكُمَا؟

قالا: مَا أَرْسَلَ مَعَنَا بِهَدِيَّةٍ.

قال: اتَّقِيَا اللهَ وأَدِّيَا الْأَمَانَةَ، مَا جَاءَ أَحَدٌ مِنْ عِنْدِهِ إِلَّا جَاءَ مَعَهُ بِهَدِيَّةٍ.

قالا: لَا تَرْفَعْ عَلَيْنَا هَذَا، إِنَّ لَنَا أَمْوَالًا فاحْتَكِمْ فِيهَا.

قال: مَا أُرِيدُ أمْوَالَكُمَا، وَلَكِنِّي أُرِيدُ الهَدِيَّةَ الَّتِي بَعَثَ بِهَا مَعَكُمَا.

قالا: وَاللهِ! مَا بَعَثَ مَعَنَا بِشَيْءٍ إِلَّا أَنَّهُ قال: إِنَّ فِيكُمْ رَجُلًا كَانَ رَسُولُ اللهِ إِذَا خَلَا بِهِ لَمْ يَبْغِ أَحَدٌ غَيْرَهُ، فَإِذَا أَتَيْتُمَاهُ فَأَقْرَأُوْهُ مِنِّي السَّلَام.

قال: فَأيُّ هَدِيَّةٍ كُنْتُ أُرِيدُ مِنكُما غَيْرُ هَذِهِ؟ وأيُّ هَدِيَّةٍ أفْضَلُ مِنَ السَّلامِ، تَحِيَّةً مِن عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً[1].

ممّا استفدنا من هذه الحكاية

(١) حبّ الصحابة لبعضهم البعض:

أيها الإخوة الأعزّاء! لقد عرفتُم مَدى حبِّ الصَّحابة رضي الله تعالى عنهم لبعضهم البعض عندما كانوا يجلِسون في مجالسهم، ويزدادُ الحبُّ إذا ابتعدوا عن بعضهم، وكانوا يَدعون لبعضهم بالخير عن ظهر الغيب، وكانوا يَبعثون التحيَّةَ لبعضهم ويتذكّرون العهود ويوفون بها، ولذلك وصَف الله سبحانه وتعالى حبَّ بعضهم البعض في القرآن الكريم حيث


 

 



[1] "المعجم الكبير"، من اسمه سلمان الفارسي، ٦/٢١٩، (٦٠٥٨)، بتصرفٍ.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

33