عنوان الكتاب: لمحات عرفانيّة من حياة فضيلة الشيخ محمّد إلياس العطّار القادري حفظه الله تعالى

قد هُجِرَتْ في زماننا!؟ خاصّةً مثل سنّة السواك التي هُجِرتْ في هذا الزمن فإنّه يحبّها حُبًّا شديدًا ولا يتركها، حتّی أنّ قميصه فيه ثلاثة جيوب علی صدره، اثنان يمينًا ويسارًا لبعض حاجاته، وآخر ثالثًا ضيّقًا في الجانب الأيسر مخصّص لوضع السواك، وحينما سُئِلَ عن هذا.

فقال: إنّي أحبّ أنْ يكون السواك قريبًا من قلبي.

حبّه لمدينة سيدنا رسول الله

أيها الأحبّة الكرام! لقد سبق الكثير من سلفنا الصالح الّذين كان لهم التوقير والاحترام الخاصّ لمدينة سيدنا رسول الله فمثلًا: كان الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى مِنْ أشدّ النّاس تعظيمًا للجناب النبوي ، وهو الّذي كان لا يمشي في المدينة المنوّرة منتعلًا ولا راكبًا، ولا يقضي فيها حاجته احترامًا وتعظيمًا وتكريمًا لتراب المدينة الّذي مشى عليه سيّدنا وحبيبنا رسول الله [1].

وكذلك فضيلة الشيخ محمّد إلياس العطّار القادري حفظه الله تعالى اقتدى بهذا الإمام، فذات يومٍ مرِضَ خلالَ سفره للحجّ عام ١٤٠٦هـ وأصابه الزكام، ولکنّه لم يُمخِط أنفَه علی أرض المدينة المنوّرة، بل كان يمسحُه تأدّبًا بها، ولا يستدبرِ القُبَّةَ الخضراءَ قدر المستطاع أثناءَ قيامه بالمدينة المنوّرة صلّى الله على ساكنها.


 

 



[1] "مفاهيم يجب أن تصحح"، للعلوي المالكي، الإمام مالك والزيارة، ص ٢٦٩.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

19