أنعم الله علينا بنعمٍ كثيرةٍ في الدّنيا، التجارة الحلال والوظيفة والمنازل الفخمة والتسهيلات الكثيرة فيها: المراكب الفاخرة والوالدان للأولاد مِن نعم الله تعالى، علينا أنْ نتذكّر بأنّ الانشغال المفرط بأيّ نعمة دنيويّة هو: سبب في الغفلة والخسارة، حيث قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٩﴾ ]المنافقون: ٩[.
قال الكثير من المفسّرين في تفسير هذه الآية الكريمة: أيْ: لا تشغلكم أموالكم ولا أولادكم عن الصلوات الخمس كما شغلت المنافقين عنها، لا تشغلكم ﴿أَمۡوَٰلُكُمۡ﴾ والتصرّف فيها والسعي في تدبير أمرها بالنّماء وطلب التاج ﴿وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ﴾ وسروركم بهم وشفقتكم عليهم والقيام بمؤنهم ﴿عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ﴾ أي: عن الصلوات الخمس أو عن القرآن ﴿وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ﴾ يريد الشغل بالدّنيا عن الدّين، وقيل: مَنْ يشتغل بثمير أمواله عن تدبير أحواله وبمرضاة أولاده عن إصلاح معاده ﴿فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٩﴾ أي: في تجارتهم حيث آثروا الفاني على الباقي وباعوا الباقي بالفاني[1].
صلوا على الحبيب! صلى الله على سيدنا محمد