ولم تتحقّق أحلام والديه، وقد دخل ذلك الطالب المسكين الذكيّ القبر قبل أنْ يُمْسِكَ النتيجة النهائيّة لامتحان الطبّ والجراحة في يده.
أيها الإخوة الأعزّاء! علينا أنْ نستيقظ من نوم الغفلة، ونتفكّر في الآخرة، ونستعدّ للموت قبل أنْ نموت، إذا أهملنا الآخرة وانشغلنا بروعة هذا العالم وزينته، ثمّ فجأةً أصبنا مرضٌ أو حادث خطير، أو فجأة توقّف تنفّسنا ومُتنا فإنّنا لن نحصد إلّا الندامة، ولا تظنّ أنّك من صغار السنّ، وتتمتّع بصحّةٍ جيدةٍ، ولديك حياة طويلة الآن، وستقوم بالأعمال الصالحة حين تكبر.
تذكّر! أنّ الموت لا يأتي فقط في الشيخوخة أو في المرض، وأنت ترى كيف يموت فجأة الشباب الضاحكون اللاعبون الذين يتمتّعون بصحّةٍ جيّدةٍ ويدخلون القبر المظلم.
ولا شكّ أنّ الدنيا مثل الطريق الّذي لا نستطيع أنْ نصل إلى وجهته إلّا بعد إتمامه، وتلك الوجهة إمّا جنّة وإمّا نار! الأمر الذي يتوقّف على طريقة سفرنا، هل سافرنا بطاعة الله تعالى ورسوله ﷺ أم بمعصيتهما؟ ويلٌ لمن لا يزال مخدوعًا بالدّنيا غافلًا عن الموت.
تذكرّ أخي الحبيب! أنّ مَن ينشغل بالنعم الدنيويّة ويلهو بها، يصير غافلًا عن الآخرة، والغفلة تجعل العبد جريئًا على ارتكاب المعاصي، وتجعل العبد بعيدًا عن الحسنات، وتسبّب له سخط الله تعالى، ولقد