عنوان الكتاب: التفكّر في أمور الآخرة

أيها الإخوة الأعزّاء! إنّ من المؤسف للغاية أنّ الوضع العملي للمسلمين اليوم يزداد سُوءًا، ومن أجل الحصول على المال يسافر الناس إلى بلدان مختلفة، ولكنّهم يتجنّبون حضور المساجد؛ وهي على بُعد خطوات قليلة، وبعض الناس ينفقون الأموال الهائلة لتزيين منازلهم ولكنّهم يتجنّبون إنفاقها في سبيل الله تعالى فصار كثير من الناس المسلمين لا يخرجون الزكاة الواجبة عليهم، ويختارون الأساليب المتنوّعة من أجل زيادة الأموال ولكنّهم يتكاسلون عن زيادة الحسنات.

الآن لدينا وقت! إذا استيقظنا من الغفلة وتُبنا على الفور فالله يقبل توبتنا وإلّا فسيخطفنا الموت فجأةً مِن السرير الناعم ومِنَ الغرفةِ المضيئةِ الملوّنةِ لنَدخُل في قبرٍ مظلمٍ مليء بالحشرات، ثمّ قد يستمرّ الصِّراخ: يا ربّ! ارجعني إلى الدنيا؛ لأكثِر من العبادة لك، وأنفق كلّ مالي في سبيلك، وسأُؤدّي الصلوات الخمس مع التكبيرة الأولى في الصفّ الأوّل في المسجد، لكن صيحاته في ذلك الوقت لن تفيد شيئًا، كما قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: ﴿وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقۡنَٰكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوۡلَآ أَخَّرۡتَنِيٓ إِلَىٰٓ أَجَلٖ قَرِيبٖ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ١٠ وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَآءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١١]المنافقون: ١٠-١١[.

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

20