إذا كانت هناك روح بلا جسد؛ فإنّها لا تسمّى إنسانًا، وكذلك إذا كان هناك جسدٌ بلا روح؛ فإنّه يسمّى جسدًا ميّتًا، فالإنسان مركّبٌ من الجسد والروح، ولذلك إذا أردنا الحفاظَ على إنسانيّتنا فعلينا أنْ نفكّر في روحنا أكثر ممّا نفكّر في أجسادنا، فإذا كان الجسد الخارجي قويًّا ولكن الضمير ميّت بداخله، فلم يعدّ الإنسان بشرًا إنّما يصبح وحشًا مفترسًا، وإذا كانت الروح قويّة حتّى لو أصبح الجسد الخارجي ضعيفًا تبقى البشرية في الإنسان، ولذلك يجب علينا أنْ نفكّر أيضًا في حياة قلبنا، وأنْ نحمي قلوبنا مِن الأمراض الباطنة مثل: الحسد والتكبّر وطول الأمل وغير ذلك من الأمراض الخطيرة.
فضائل سيدنا حمزة بن عبد المطّلب رضي الله عنه
لقد قال الله تعالى: ﴿أَفَمَن وَعَدۡنَٰهُ وَعۡدًا حَسَنٗا فَهُوَ لَٰقِيهِ كَمَن مَّتَّعۡنَٰهُ مَتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا ثُمَّ هُوَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ مِنَ ٱلۡمُحۡضَرِينَ ٦١﴾ ]القصص: ٦١[.
قال الإمام السدّي رحمه الله في قوله تعالى ﴿أَفَمَن وَعَدۡنَٰهُ وَعۡدًا حَسَنٗا﴾: نزلَتْ هذه الآية الكريمة في سيدنا حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، و﴿كَمَن مَّتَّعۡنَٰهُ مَتَٰعَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا ثُمَّ هُوَ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ مِنَ ٱلۡمُحۡضَرِينَ ٦١﴾ نزلت هذه الآية الكريمة في أبي جهلٍ[1].
[1] "ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى" لمحب الدين الطبري، القسم الثاني في ذكر مناقب القرابة، ذكر فضل حمزة وما يتعلق به، ١/١٧٧، بتصرفٍ.