رأس اثنين وثلاثين شهرًا مِن الهجرة، وكان يوم قتل ابن تسع وخمسين سنه، ودفن هو وابن أخته عبد الله بن جحش رضي الله عنه في قبر واحد[1].
بكاء سيدنا النبي ﷺ على عمّه حمزة رضي الله عنه
فقد رُوي عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ما رأينا سيدنا رسول الله ﷺ باكيًا قطّ أشدّ مِن بكائه على سيدنا حمزة بن عبد المطّلب رضي الله عنه، لَمَّا استشهد رضي الله عنه وقف سيدنا رسول الله ﷺ على جنازته وانتحب حتّى نَشغ من البكاء يقول: «يَا حَمْزَةُ! يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ! وَأَسَدَ اللهِ وَأَسَدَ رَسُولِهِ، يَا حَمْزَةُ! يَا فَاعِلَ الْخَيْرَاتِ، يَا حَمْزَةُ! يَا كَاشِفَ الْكُرُبَاتِ، يَا حَمْزَةُ! يَا ذَابٌّ عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللهِ ﷺ»[2].
وفي روايةٍ أخرى: عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ سيدنا رسول الله ﷺ وَقَفَ على سيدنا حَمْزَةَ رضي الله عنه حِينَ اسْتُشْهِدَ فَنَظَرَ إِلَى أَمْرٍ لَمْ يَنْظُرْ قَطُّ إِلَى أَمْرٍ أَوْجَعَ لِقَلْبِهِ مِنْهُ فقال: «يَرْحَمُكَ اللهُ، إِنْ كُنْتَ لَوَصُولًا لِلرَّحِمِ، فَعُولًا لِلْخَيْرَاتِ، وَلَوْلَا حُزْنٌ مِنْ بَعْدِكَ لَسَرَّنِي أَنْ أَدَعَكَ حَتَّى تُحْشَرَ مِنْ أَفْوَاجٍ شَتَّى، وَايْمُ اللهِ! لَأُمَثِّلَنَّ بِسَبْعِينَ مِنْهُمْ مَكَانَكَ»[3].