وقد ورد في الحديث الشريف: عن سيدنا عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما قال: قال سيدنا النبي ﷺ: «لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَرْوَاحَهُمْ فِي أَجْوَافِ طَيْرٍ خُضْرٍ، تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ فِي ظِلِّ العَرْشِ، فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَشْرَبِهِمْ وَمَأْكَلِهِمْ وَحُسْنَ مُنْقَلَبِهِمْ قَالُوا: يَا لَيْتَ! إِخْوَانَنَا يَعْلَمُونَ بِمَا صَنَعَ اللهُ لَنَا، لِئَلَّا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ، وَلَا يَنْكُلُوا عَنِ الْحَرْبِ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ»، فَأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ هَؤُلاءِ الْآيَاتِ عَلَى رَسُولِهِ: ﴿وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمۡوَٰتَۢاۚ بَلۡ أَحۡيَآءٌ﴾ [آل عمران: ١٦٩][1].
أيها الأحبة الأكارم! لقد نال عمّ نبيّنا الحبيب المصطفى ﷺ سيدنا حمزة بن عبد المطّلب رضي الله عنه رتبةَ الشهادة في سبيل الله عزّ وجلّ، وهي مِن أعظم الرُّتب عند الله جلّ وعلا، رزقنا الله سبحانه وتعالى جميعًا الشهادةَ في سبيله بطيبة الطيّبة في ظلّ القُبّة الخضراء أمام الشبّاك الذهبي، آمين بجاه النبي الأمين ﷺ.
أنواع الشهداء
أيها الإخوة الأعزّاء! لقد أشارت السُنَّةُ النبويّةُ إلى أنواع الشهداء، حيث روي عن سيدنا جابر بن عَتيكٍ رضي الله عنه قال: قال سيدنا النبي ﷺ: «الشُّهَدَاءُ سَبْعَةٌ، سِوَى القَتْلِ فِي سَبِيلِ اللهِ: الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِقُ