ستوره نام الرفقاء وقعدتُ أحرسهم، فرأيتُ فارسًا يطوف بالمكان الذي نحن فيه مرّات، فتكاسلتُ عن النهوض إليه، ثم قلت في نفسي: إلى متى حتى يقصدك؟ فقمتُ إليه فقلتُ له: من أنت؟
فقال: ما لك ولهذا، تنزل في حماي وتؤذيني!؟ يعني: بسهرك وحراستك، وأنا لا أزالُ أحرسكم، أنا حمزة بن عبد المطّلب رضي الله عنه، ثمّ غاب عن عيني وعن الصحابة أجمعين[1].
وقال أبو العبّاس المَرسِي قَدَّسَ اللهُ سِرَّهُ أَنَّهُ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ عَازِمًا لِزِيَارَةِ سَيِّدِنَا حَمْزَةَ رضي الله عنه، فَتَبِعَهُ رَجُلٌ فَانْفَتَحَ لِلشَّيْخِ بَابُ التُّرْبَةِ مِنْ غَيْرِ مِفْتَاحٍ، فَدَخَلَ فَرَأَى رَجُلًا مِنْ رِجَالِ الْغَيْبِ، فَسَأَلَ اللهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ وَالْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
قَالَ: فَرَحَّمْتُ عَلَى رَفِيقِي، فَقُلْتُ لَهُ: أَدْرَكْتَ وَقْتَ الْإِجَابَةِ، فَاطْلُبْ مَقْصُودَكَ مِنَ اللهِ تَعَالَى، فَسَأَلَ دِينَارًا.
فَرَجَعْتُ، فَلَمَّا دَخَلْتُ بَابَ الْمَدِينَةِ نَاوَلَهُ رَجُلٌ دِينَارًا، فَدَخَلْتُ عَلَى شَيْخِي السَّيِّدِ أبي الحسن الشاذلي رحمه الله، فَقَالَ لِلرَّجُلِ قَبْلَ نَقْلِ الْقَضِيَّةِ: يَا دَنِيَّ الْهِمَّةِ! أَدْرَكْتَ وَقْتَ الْإِجَابَةِ وَسَأَلْتَ دِينَارًا، لِمَ لَا سَأَلْتَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ مِثْلَ أَبِي الْعَبَّاسِ؟[2].