عنوان الكتاب: فضائل العشر الأوائل من ذي الحجّة مع أحكام الأضحية

مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ فَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَلَهُۥٓ أَسۡلِمُواْۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُخۡبِتِينَ ٣٤[الحج: ٣٤].

قال الإمام النسفي رحمه الله: أي: شرع الله سبحانه وتعالى لكلِّ أمّةٍ مؤمنةٍ قبلكم أنْ يذبحوا له على وجه التقرّب، ويذكروا اسم الله عليه عند نحرها وذبحها[1].

وفي زمن الجاهليّة كان المشركون يذبحون الأنعام والبهائم للأصنام، فيذكرون أسماء أصنامهم عند الذبح لذا ردّهم الله سبحانه وتعالى فقال: ﴿لِيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۗ فَإِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَلَهُۥٓ أَسۡلِمُواْۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُخۡبِتِينَ ٣٤[الحج: ٣٤].

أيها الأحبّة! إنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي يرزقنا وهو مَن خَلَقَ هذه الحيوانات، وجعلها متاحة لنا، وأمر بذبحها وأباح لنا أكلَ لحومها لتقوية أجسادنا، ليس لنا إله سواه سبحانه وتعالى، لذا ينبغي لنا أنْ نذكر اسم الله تعالى عند الذبح ونشكره، ونكون مخلصين في عبادتنا له.

أيها الأحبّة الكرام! ظهر مِن ذلك بوضوحٍ أنّ الله تعالى أنعم علينا بهذه الحيوانات مِنْ خلقها وجَعْلِها مسخّرة ومستعملة لنا، وأذن لنا بأكل لحومها، لذا ينبغي أنْ نحرص على أنْ تكون الأضحيّة شكرًا لهذه النعمة، وفي الوقت نفسه تعبيرًا عن التوحيد، فعندما تُذبح الأضحيّة في


 

 



[1] "تفسير النسفي"، ص ٧٣٩، ]الحج: ٣٤[، بتصرفٍ.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36