فقال الله تعالى وهو أصدق القائلين: ﴿يَٰنَارُ كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ ﱄ﴾ [الأنبياء: ٦٩].
قال بعض العلماء: جعل اللهُ فيها بردًا يرفع حرَّها، وحرًّا يرفع بردَها، فصارتْ سلامًا عليه[1].
سيدنا إبراهيم خليل الله والاختبارات المتكرّرة
سبحان الله! أيها الأحبّة! إنّ هذا كلّه هو نتيجة لبركة التوكّل على الله تعالى والثقة الكاملة به، ونتيجة لهذه الثقة والتوكّل أكرم الله تعالى إبراهيم عليه السلام بمكافأة خاصّة، حيث قام بتحويل تلك النار المشتعلة إلى حدائق مِن الزهور ليرفع شأن نبيّه عليه السلام ويفتح له طريقًا للأمن والراحة.
وعندما خرج سيدنا إبراهيم خليل الله عليه السلام مِن هذا الاختبار ناجحًا، اختبره الله بأمرٍ آخر، وهو الأمر بالهجرة إلى الشام، فغادر عليه السلام داره وأقربائه وقومه ووطنه لوجه ربّه تعالى فقط، وأقام إبراهيم عليه السلام بالشّام، فلَمَّا بلغ عليه السلام سنَّ الشيخوخة سأل ربَّه أنْ يرزقه الولد الصالح: ﴿رَبِّ هَبۡ لِي مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ ﱣ﴾ [الصافات: ١٠٠].
بعد أن استجاب الله لدعاء إبراهيم عليه السلام، ومَنَحَهُ الولدَ الصالحَ إسماعيل عليه السلام، ثمّ بعد مدّة غير مديدة جاءه أمر مِن الله سبحانه وتعالى بترك الشام والهجرة منها إلى مكّة، فقرّر إبراهيم عليه السلام الخروج مِن الشام