عنوان الكتاب: فضائل العشر الأوائل من ذي الحجّة مع أحكام الأضحية

سنّ الثلاثة عشر عامًا، ونحن نعلم أنّ رؤى الأنبياء والرسل عليهم السلام حقيقيّة ومبنيّة على وحي مِن الله تعالى، فقال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ ٱلسَّعۡيَ قَالَ يَٰبُنَيَّ إِنِّيٓ أَرَىٰ فِي ٱلۡمَنَامِ أَنِّيٓ أَذۡبَحُكَ فَٱنظُرۡ مَاذَا تَرَىٰ[الصافات: ١٠٢].

أيها الأحبّة! لنتخيّل سويًّا الموقف الذي واجه فيه سيدنا إبراهيم عليه السلام، حينما كان مضطّرًا لذبح ابنه الوحيد ونجله الغالي إسماعيل عليه السلام، الذي كانت روحه تتعلّق به بشدّةٍ، وكان إبراهيم عليه السلام يرافق ابنه بحماسٍ وتفانٍ، ويبذل جهده لتحقيق المشروع الذي وكّل به من الله تعالى.

وإذا نظرنا إلى ردّة الفعل عند إسماعيل عليه السلام، فقد كان طفلًا بارًّا وصالحًا، ونرى كيف أنّه استجاب لأمر الله تعالى دون أيّ جدال أو نقاش فقال تعالى: ﴿يَٰٓأَبَتِ ٱفۡعَلۡ مَا تُؤۡمَرُۖ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٠٢[الصافات: ١٠٢].

ولَمّا جاء أمر الله تعالى أخذ إبراهيم خليل الله ولده الوحيد وفلذة كبده إسماعيل عليه السلام وخرج إلى منى لامتثال أمر ربّه جلّ وعلا.

أيها الأحبّة! مِن الصعب جدًّا رؤية ما سيحدث: قال الله تعالى: ﴿فَلَمَّآ أَسۡلَمَا وَتَلَّهُۥ لِلۡجَبِينِ ١٠٣[الصافات: ١٠٣].

وضع سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام صخرةً على الأرضِ ثمّ جاء بابنه وشحد السكّين.


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36