فقال الابن البارّ الصالح لأبيه: يا أبت! ضَعْ وجهي على الأرض لكي لا ترى وجهي فيرقّ قلبك وترحمني وتحزن عليَّ، وهنا تزيد قوّةُ الإيمان لدى الابن ويظهر خضوعه لأمر الله تعالى.
فلمّا جرّ السكّين على رقبة ابنه لم يقطع السكين ولم تفعل فعلَها، ونجح خليل الله سيدنا إبراهيم عليه السلام في اختباره، وسمع مناديًا يناديه: ﴿يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُ ١٠٤ قَدۡ صَدَّقۡتَ ٱلرُّءۡيَآ﴾، لقد نجحتَ في الاختبار، ﴿إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ ١٠٥﴾ [الصافات: ١٠٥].
﴿وَفَدَيۡنَٰهُ بِذِبۡحٍ عَظِيمٖ ١٠٧﴾ فإذا بكبشٍ من السماء نزل به الروح الأمين سيدنا جبريل عليه السلام فداءً لإسماعيل ونيابةً عنه، أيُّ بلاءٌ هذا! ﴿إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ ﱩ﴾ [الصافات: ١٠٦].
إنّه نبيُّ الله سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام اللذَين استجابا لأمر الله تعالى.
أيها الأحبّة! يجب أنْ نحرص على طاعة الله والوفاء له، وأيضًا أنْ نكون مستعدّين للتضحيّة، فقد كان ذبح الحيوان مِنْ سنن سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، وهذا يعكس تمسكه الكامل بالاستسلام لله وحده، صحيح إنّ سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام نبيٌ مِنْ أنبياء الله جلّ وعلا، ولا يمكن أنْ نصل إلى مستواه، ولكن يجب علينا أنْ نتّبع هديه في الامتثال لِلّه تعالى، وأنْ نستسلم