عنوان الكتاب: فضائل العشر الأوائل من ذي الحجّة مع أحكام الأضحية

معونةُ اللهِ عزّ وجلّ للصابر معه في الدُّنيا بغير حسابٍ، ونعيمُه في الآخرة بغير حسابٍ[1].

أيها الأحبّة! الهدف الأساسي للأضحيّة هو أنْ نطيع اللهَ في كلِّ شيءٍ بدون أيّ سؤال، ولا نعرض عقولنا لأوامره عزّ وجلّ، بل نخضع له تمامًا، ونتجنّب شهوات النَّفسِ التي تدعو إلى السوء، ونحن نسعى لتحسين أنفسنا وتطهيرها حتّى نتمكّن من تحقيق السكينة النفسيّة.

وقد جاء في الحديث: عن سيدنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال النبيُّ ﷺ: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ»[2].

يقول الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله: فَمَنْ أَحَبَّ اللهَ وَرَسُولَهُ ﷺ مَحَبَّةً صَادِقَةً مِنْ قَلْبِهِ، أَوْجَبَ لَهُ ذَلِكَ أَنْ يُحِبَّ بِقَلْبِهِ مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ ﷺ، وَيَكْرَهَ مَا يَكْرَهُهُ اللهُ وَرَسُولُهُ ﷺ، وَيَرْضَى مَا يَرْضَى اللهُ وَرَسُولُهُ ﷺ، وَيَسْخَطَ مَا يَسْخَطُ اللهُ وَرَسُولُهُ ﷺ، وَأَنْ يَعْمَلَ بِجَوَارِحِهِ بِمُقْتَضَى هَذَا الْحُبِّ وَالْبُغْضِ، فَإِنْ عَمِلَ بِجَوَارِحِهِ شَيْئًا يُخَالِفُ ذَلِكَ ارْتَكَبَ بَعْضَ مَا يَكْرَهُهُ اللهُ وَرَسُولُهُ ﷺ، أَوْ تَرَكَ بَعْضَ مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ ﷺ مَعَ


 

 



[1] "الفتح الرباني والفيض الرحماني"، المجلس الأول في عدم الاعتراض على الله، ص ١٥-١٦، بتصرفٍ.

[2] "السنة" لابن أبي عاصم، باب ما يجب أن يكون هوى المرء تبعًا لما جاء به النبي ﷺ، ص ١١، (١٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

36