ورافقه في هذه الرحلة أهله، وعندما وصلوا إلى منطقة قاحلة وجبليّة، وكانت بها حرارة شديدة، اضطرّوا للنزول في هذا المكان، وكان هذا المكان الذي قدّر الله تعالى أنْ يكون موطنًا آمنًا لهم.
في هذا المكان قام إبراهيم عليه السلام برفع قواعد بيت الله الحرام وإعادة بنائه مِن جديد، وعندما استقرّ إبراهيم عليه السلام وأهله في هذا الوادي القاحل الذي لا يحوي زرعًا ولا نباتًا، اختبره الله بطلب آخر وهو تركهم وترك ذرّيّته هنا والعودة بمفرده إلى الشام.
فامتثل خليل الله أمر ربّه، وتوجّه إلى الشام، وهنا تراه زوجتُه، وتقول له: يا إبراهيم! أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟
تقول له ذلك مرارًا، وجعل لا يلتفت إليها.
فتقول له: آللهُ أمرك بهذا؟
قال: نعم.
فقالتْ راضية مطمئنة: إذًا لا يضيعنا.
سيدنا إبراهيم خليل الله عليه السلام رجلٌ يُحبّه الله ويعتبره حبيبًا له وخليلًا، وكان يكنّ لابنه سيدنا إسماعيل عليه السلام محبّةً عميقةً لا مثيل لها، إسماعيل هو وحيدُه، الذي أنعم الله عليه به بعد أنْ تقدّم في العمر وصار شيخًا، الآن جاء إليه امتحانٌ ثالثٌ مِن الله سبحانه وتعالى، وهو أنْ يُضحّي بابنه الوحيد وفلذة كبده، وذلك بناءً على رؤيةٍ رآها، كان ابنه في