جِدًّا أن يُوفِّيَ الإنسانُ حُقوقَ وَالِدَيهِ، لذلك يَنبَغِي دائِمًا أن يَسعَى إلى إرضائِهِمَا وأن يَتجَنَّبَ سخطَهُمَا طُولَ حَياتِهِ، فالَّذِي يُؤذِي والِدَيهِ أو يَعِقُّهُمَا أو يُسِيءُ إلَيهِمَا يَستَحِقُّ العِقابَ الْمُهلِكَ، نَقَلَ الشَّيخُ العلاَّمةُ كَمالُ الدِّينِ الدَّمِيرِيُّ الشَّافِعيُّ رحمه الله تعالى: أنّ الزَّمَخْشَرِيَّ كانَ مَقطُوعَ الرِّجْلِ فسُئِلَ عن ذلِكَ، فقال: دُعاءُ الوالِدَةِ، وذلك أنِّي كُنتُ في صِبايَ أَمْسَكْتُ عُصفُورًا ورَبَطْتُهُ بخَيْطٍ في رِجْلِه فأَفْلَتَ مِن يَدِي، وأَدْرَكْتُهُ وقد دَخَلَ في خَرْقٍ مِن الجِدارِ فجَذَبتُه فانْقَطَعَتْ رِجلُه بالْخَيطِ فتَأَلَّمَتْ والِدَتِي لذلك، وقالتْ: قَطَعَ اللهُ رِجلَ الأبعَدِ كما قَطَعْتَ رِجلَه، فلمَّا وَصَلتُ إلى سِنِّ الطَّلَبِ رَحَلتُ إلى بُخارَى لِطَلَبِ العِلمِ فسَقَطتُ عن الدَّابَّةِ فانكَسَرَتْ رِجلِي، وعَمِلتُ عَمَلاً أَوجَبَ قَطْعَها[1].
أيها المسلمون: مَن أَسخَطَ والِدَيهِ أو أحَدَهُمَا فعَلَيهِ أن يَطلُبَ مِنهُمَا العَفوَ والسَّماحَ بكُلِّ تَواضُعٍ، وأن يَحرِصَ على قَضاءِ طَلَباتِهِمَا المشروعَةِ، فهذا سيَكُونُ سبَبًا في نَيلِ سَعـادَةِ الدّنيا والآخِرةِ، ولِمَعرِفةِ المزيدِ عن حُقُوقِ الوالِدَينِ يُرجَى مُشاهَدةُ القُرْصِ بعُنوانِ: حُقوقِ الوالِدَينِ، وقُرصِ مُذاكَرَةِ