قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بموعظة. فقال "يا أيها الناس! إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا. {كما بدأنا أول خلق نعيده، وعدا علينا، إنا كنا فاعلين} [21 /الأنبياء /104] ألا وإن أول الخلائق يكسى، يوم القيامة، إبراهيم (عليه السلام). ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال. فأقول: يا رب! أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول، كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم، فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم، وأنت على كل شيء شهيدا* إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم} [5 /المائدة /117 و-118] قال فيقال لي: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم".
وفي حديث وكيع ومعاذ "فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".
59 - (2861) حدثني زهير بن حرب. حدثنا أحمد بن إسحاق. ح وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز. قالا جميعا: حدثنا وهيب. حدثنا عبدالله بن طاوس عن أبيه، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال "يحشر الناس ثلاث طرائق راغبين راهبين. واثنان على بعير. وثلاثة على بعير. وأربعة على بعير. وعشرة على بعير. وتحشر بقيتهم النار. تبيت معهم حيث باتوا. وتقيل معهم حيث قالوا: وتصبح معهم حيث أصبحوا. وتمسي معهم حيث أمسوا".
15 - باب في صفة يوم القيامة، أعاننا الله على أهوالها
60 - (2862) حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وعبيدالله بن سعيد. قالوا: حدثنا يحيى (يعنون ابن سعيد) عن عبيدالله. أخبرني نافع عن ابن عمر،
عن النبي صلى الله عليه وسلم، {يوم يقوم الناس لرب العالمين} [83 /المطففين /6] قال "يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه". وفي رواية ابن المثنى قال "يقوم الناس" لم يذكر يوم.
60-م - (2862) حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي. حدثنا أنس (يعني ابن عياض). ح وحدثني سويد بن سعيد. حدثنا حفص بن ميسرة. كلاهما عن موسى بن عقبة. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو خالد الأحمر وعيسى بن يونس عن ابن عون. ح وحدثني عبدالله بن جعفر بن يحيى. حدثنا معن. حدثنا مالك. ح وحدثني أبو نصر التمار. حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب. ح وحدثنا الحلواني وعبد بن حميد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. حدثنا أبي عن صالح. كل هؤلاء عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمعنى حديث عبيدالله عن نافع. غير أن في حديث موسى بن عقبة وصالح "حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه".