عنوان الكتاب: الغفلة

بَدَنِك بَعد قُوَّتِه، وانْحِناءُ جِسمِك بَعدَ استِقامَتِه، هذِه رُسُلِي يا يَعقُوبُ إلى بَنِي آدَمَ، قَبلَ الْمَوتِ:

مضى الدهر والأيام والذنب حاصل

وجاء رسول الموت والقلب غافل

نعيمك  في  الدنيا غرور وحسرة

وعيشك في الدنيا محال وباطل[1].

 

المرض هو أيضا رسول الموت

أيها المسلمون! قد عَرَفنا أنَّ مَلَكَ الْمَوتِ عليه السلام يُرسِلُ رُسُلَه إلى بَني آدمَ قَبلَ الْمَوتِ، وبالإضافَةِ إلى الرُّسلِ الثَّلاثَةِ الَّتِي سبَقَ ذِكرُها أعلاه، هُناك بعضُ رُسُلٍ ذُكِرَت في الأحادِيثِ الشَّرِيفَةِ مِثل الْمَرضِ وضُعفِ السَّمعِ والْبَصرِ أيضًا, وقَد جاءتْ رُسُلُ الْمَوتِ إلى كَثِيرٍ مِنَّا، ومَع ذلِكَ تَرَى الْغَفلةَ مُخَيّمَة، فإن اشْتَعَلَ رَأسُ أحَدٍ شَيْبًا قالَ: هذا مِن الزُّكامِ، وإنْ مَرِضَ قال: سَهلٌ، ويَمضِي كَما مَضَى غيره وَلا تَرَى الغَفلةَ إلاّ بازْدِيادٍ.. والْحالُ أنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ يَمُوتُون بالْمَرَضِ يَومِيًّا، ومِنَ الْمُمكِنِ


 



[1] ذكره الإمام الغزالي في "مكاشفة القلوب"، باب في الغفلة، صـ21.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30