عنوان الكتاب: الغفلة

وعِبادتِهِ في هذِه اللَّيلةِ، وفي صَباحِ اليومِ التالِي خَرَج مِن بَيتِهِ راغِبًا في جَمْعِ الْحُطامِ فمَرَّ في طَريقِه بمَقبَرةٍ فإذا رجُلٌ يَعْجِنُ الطِّيْنَ على قَبرٍ كَي يَصْنَعَ مِنهُ اللَّبِن (أي: الطُّوب), وعِندَما رأَى هذا الْمَنظَرَ ارتَفَعَ عَنه حِجابُ الغَفلَةِ وجَرَت الدُّمُوعُ مِن عَينَيه فَخاطَبَ نَفسَه قائِلاً: يومًا ما سَوفَ يَجعلُ الناسُ الطُّوبَ مِن تُرابِ قبرِي، وسَأَرحَلُ وتَبقَى هنا قُصُورِي ومَلابِسي الفارِهَةُ، حبُّ لَبِنَةٍ مِن الذَّهَب جَلَبَ لي الغَفلةَ عَن الله، فترَكَ لَبِنَةَ الذَّهَب، وأقْبَلَ عَلى الله، ولازَمَ الزُّهدَ وَالقَناعَةَ.

صلّوا على الحبيب!  صلّى الله تعالى على محمد

 

أسباب الغفلة

أيها المسلمون! إنّ النِّعَمَ الَّتِي تَتوَفَّرُ لنا بكَثرَةٍ في هذِه الدُّنيا لا تَخلُو مِن خُطورَةِ الغَفلَة، فالَّذِي يَعشَقُ النِّعمَةَ الدُّنْيَويَّةَ يَقَعُ فَريسةً لِلانحِرافِ وأسِيرًا لِلغَفلةِ، وأَسوَأُ ما في الغَفلَةِ أنَّها تُبعِدُ صاحِبَها عَن الله تعالى، فالتِّجارَةُ الْحَسنةُ هِي نعمَةٌ، والثَّروَةُ هي نعمَةٌ، والْمَسكنُ الفاخِرُ هُو نعمَةٌ، والْمَركَبُ الْجَمِيلُ هُو


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

30