أيها المسلمون! اعلموا أنّ تارك الصلاة يلزمه قضاء الفوائت، ومع هذا يجب عليه التوبة من تأخير الصلاة عن وقتها ويمكن أن نفهم ذلك بهذا المثال: لو استقرض أحدُكم من آخر ألف درهم على أن يوفيه إلى الغد، فإن أخَّره عن الدائن بعد طلبه فلا يمكنه خلاص نفسه منه إلاّ أن يستحلّه أو يؤدّي حقَّه ويطلبه العفو من تأخير حقّه عنه لأنّ نفس مطل الدَّين حقّ العبد أيضاً.
أيها المسلمون! لو استقرض أحدكم من آخر ولَم يقدر على أداء دينه بعد طلبه فإن كان عنده متاع فيجب عليه أن يبيعه ويؤدّي حقَّه، وإن لَم يؤدِّ دينَه ولَم يطلب منه التأخير إلى أجل قريب فلا يزال يأثم حتّى يستحلّه أو يؤدّي حقّه.
وقال حجة الإسلام سيّدنا الإمام محمد الغزالي رحمه الله تعالى: لو أخَّر القادر على أداء دينه عن الدائن بغير إذنه كان آثماً وصار ظالماً وكتبت له سيئة وكانت عليه لعنة الله حتّى يوفي دينه ولو كانت عنده بضاعة يمكنه الوفاء من ثمنها فيجب عليه أن يبيعها في الدين ويؤدّيه وإلاّ يأثم وإن ردَّ الدين إلى صاحبه شيئاً لا يحبّه فكان آثماً ولا يحصل الخلاص من ذلك الذنب ما لم يُرضِه؛ وإنّ ارتكابه ذلك مما يزيد فى الآثام والذنوب فهو كبيرة من أعظم الكبائر ويغفل عنه كثير من الناس([1]).