أيها المسلمون! اعلموا أنّ هذه المسألة الشرعية من أهمّ أمور الدين وآكدها ويغفل عنها كثير من الناس ويمطل بالدَّين بعد استحقاقه ولا يوفّيه مع أنّه قادر، متمكّن من أداء دينه ولا سيّما الظلمة والتجار فإنّهم يمطلون بالدَّين كثيراً، وقد لا يردّونه إلى الدائن ويهدّدونه.
وقال سيّدنا الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى: جاء: (أنّه يؤخذ لدانَقٍ ثوابُ سبع مئة صلاة بالجماعة)([1]). أي: أنّ المستقرض الذي كانت عنده مظلمة، ولَم يحلّلها صاحب الحقّ فتؤخذ حسناته وتوضع في موازين أرباب المظالم، فإنّه إن لَم تف بها حسناته حمل عليه من سيئات أرباب المظالم فيهلك بسيّئات غيره، واعلموا أنّ الله تعالى عدلٌ، لا يأخذ إلاّ بالذنب، ولا يغفر من مظالم العباد شيئاً ما لَم يحلّله صاحبُ الحقّ، فيجب على المستقرض أن يرحم نفسه ويقضي دينَه ولا يظنّ الموت بعيداً([2]).
أيها المسلمون! إذا كان هذا وبال الدانق الذي لَم يردّ إلى صاحبه حقّه فكيف يكون حال من يغصب ألوف الملايين من الدراهم والدنانير؟! فإنّه يؤخذ منه ثواب صلاة مقبولة بالجماعة، ولا يدري أنّ صلاته مقبولة أم لا؟