عنوان الكتاب: المقامات الحريرية

لـكـنّـنــي مُــذْ لــمْ أزَلْ

 

ممّنْ إذا طَـعِمَ انـتشَـرْ [1]

قال: فأقْرَأتُ الجَماعةَ القتَبَ [2], ليعْذِرَهُ منْ كان عتَبَ, فأُعجِبوا بخُرافَتِه [3], وتعوّذوا منْ آفَتِه, ثمّ إنّا ظعَنّا [4], ولمْ ندْرِ منِ اعتاضَ عنّا.

 


 



[1] قوله: [مُذْ لمْ أزَلْ...إلخ] أي: مذ عقلتُ أو مذ نشأت, و½انتشر¼ ذهب, معناه: ولكنني مذ بدايتي ونشأتي من الذين إذا أخذ من قوم شيئاً فارَقهم وراح عنهم إلى غيرهم. أخذه من قوله تعالى: ﴿فَإِذَا طَعِمۡتُمۡ فَٱنتَشِرُواْ[الأحزاب: ٥٣], أي: اخرجوا من بيت النبي صلّى الله عليه وسلّم وتفرّقوا عنه ولا تضرّوه بكثرة القعود في بيته. (مغاني)

[2] قوله: [فأقْرَأتُ الجَماعةَ القتَبَ...إلخ] ½القتب¼ أي: مكتوب القتب, بحذف المضاف, و½عذره¼ سامحه بذنبه, ½عتب عليه¼ أي: لامه وغضب عليه, ويعني: أبلغتُهم ما كان مكتوبا على القتب وحملتُهم على قرائته ليعذره مَن لامه وسخط عليه لأجل إخلاف وعده. (مغاني بزيادة)

[3] قوله: [فأُعجِبوا بخُرافَتِه..إلخ] و½الخرافة¼ حديث مستملح كذب, وأصل ½الخرافة¼ ما اخترف من النخل, ثم جُعلَت اسماً لِما يُتلهّى به مِن الأحاديث, و½حديث خرافة¼ مثَل سائر على ألسنة الناس في القديم والحديث, يضرب لكلّ حديث لا حقيقة له, وخرافة اسمُ رجُل مِن بني عذرة, أسرته الجِنّ في الجاهلية فمكَث فيهن دهراً طويلاً ثم ردّوه إلى الإنس فكان يحدّث الناس بما رأى فيهم من الأعاجيب, فقال الناس: حديث خرافة, و½آفته¼ أي: ضرره, يقول: تعجبوا بحديثه الغريب العجيب, وتعوّذوا من ضرره. (مغاني, المطرّزي, الشريشي)

[4] قوله: [ثمّ إنّا ظعَنّا...إلخ] ½ظعنّا¼ أي: سرنا وارتحلنا, و½اعتاض عنا¼ أي: أخذ عنا العوض, ثم سرنا ولم نعلم من خدعهم بدلنا. (مغاني)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

132