[1] قوله: [ولا تجَشّموا لأجْلي أكْلاً...إلخ] ½لا تجشّموا¼ أي: لا تكلّفوا, يقال: جشمت الأمر وتجشّمته إذا تكلّفته على مشقّة, و½أكلاً¼ طعاماً, والأصل في هذا أنّ ½الأَكل¼ بنصب الهمزة مصدر أكل يأكل أكلاً, وبضمّ الهمزة ما أُكِل, و½ربّ¼ من حروف الجرّ, تقتضي التقليل, مختصًّا بالنكرة, كما أنّ ½كَم¼ تفيد التكثير إذا كانت جارةً مخبراً بها, وفائدة القيدَين أنّ ½كَم¼ قد تنصب إذا كانت للاستفهام, كقول القائل: ½كَم رجلاً جاءك؟¼, فافهمه فإنه مِن أنفس الفوائد, و½الأكلة¼ بالضمّ اللقمة وبالفتح الفعلة الواحدة, وبالكسر هيئة الأكل, و½هاضت¼ أضعفت, وأدخلت عليه هيضةً, وهي القيء والإسهال, وأصل المثَل: ½رُبّ أكلة تمنع أكلات¼, وهو مثَل في ذمّ الحرص على الطعام وفي التحذير, و½المَآكِل¼ جمع مَأْكَلَة, أو مَأْكَل, وهي الأُكُل, وهي أيضاً ما يؤكل. (مغاني, الشريشي بزيادة)

[2] قوله: [شَرُّ الأضْيافِ مَنْ سامَ التّكليفَ..إلخ] ½سام التكليف¼ أي: عرّض مضيفه إلى تكلّف ما يشقّ عليه, ½سمت الرجُل¼ أي: كلّفتُه عملا يكرهه, وقال الليث: ½السوم¼ أن تجشم إنساناً مشقّة وسوءًا, و½الأذى¼ الضرر, و½المضيف¼ صاحب المنزل, والمعنى: شرّ الأضياف مَن كلّف صاحبَ الضيافة إحضارَ ما يتعسّر عليه ويجشمه أن يتكلّف في أنواع الأطعمة ويحضرها. وعن ابن عمر عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: ((إن مِن مَكارم الأخلاق التَّزاوُر في الله, وحقٌّ على المَزور أن يُقرِّب إلى أخيه ما تيسَّر عنده وإن لَم يجِد عنده إلاّ جُرعة ماء, فإن احتشم أن يُقرِّب إليه ما تيسَّر لم يزل في مَقْت الله يومَه وليلتَه ومن استحقَر ما يُقرِّب إليه أخوه لَم يزَل في مَقت الله يومَه وليلتَه)). (مغاني, الشريشي)

[3] قوله: [خُصوصاً أذًى يعْتَلِقُ بالأجْسامِ...إلخ] ½خصوصاً¼ مصدر ½خصّه بالشي¼, فكأنه قال: أخصّ الأذى الذي من شأنه كيت وكيت, بزيادة الشيء خصوصاً, كما تقول: لا سيما, و½أذى¼ موصوف, و½يعتلق¼ أي: يتعلّق ويلزم, و½الأجسام¼ جمع جسم, والجملة صفة لـ½أذى¼, و½يفضي¼ يئُول, ½أفضى فلان إلى فلان¼ إذا وصل إليه, و½الأسقام¼ جمع سُقُم وسَقَم, أي: الأمراض, ويقال: ½سقم الرجل¼ -بكسر القاف وضمها- إذا طال مرضُه. (الشريشي, الرازي)