[1] قوله: [ما قيلَ في المثَلِ...إلخ] ½ما¼ نافية, و½سار سائره¼ معناه: اشتهر خبرُه, و½خير العَشاء سوافره¼ معناه: خير العَشاء ما يؤكل في ضوء النهار قبل هجوم الليل, وهو مستعار من سفور المرأة, و½السافرة¼ هي المرأة التي كشفت النقاب عن وجهها, فكأنّ اللقمة إذا أبصرتَها عند أكلها قد سفَرتَ الظلام عن نِسَفِها, وتُجمع على ½سوافر¼ على هذا المعنى, ودخل الأصمعي على الرشيد وهو يتغدى, فقال: يا أصمعي! خير الغداء بواكرُه, فخير العَشاء ماذا؟ فقال: بواصرُه يا أمير المؤمنين. ومعنى ½بواصره¼: ما يبصر من الطعام قبل هجوم الظلام. (مغاني, الشريشي)

[2] قوله: [إلا ليُعَجَّلَ التّعَشّي...إلخ] وهو استثناء من النفي المتقدّمة في قوله: ½وما قيل¼, و½التعشِّي¼ أكل العَشاء, وهو ما يؤكل بالعشِيّ, و½يُعشِي¼ أي: يورث العَشا, وهو سوء البصر ليلاً, وقال ابن دُرَيد: وأرى العَشا في العين أكثر ما يكون من العَشاء, يعني: أكل الطعام بالليل يورث ضعف البصر أكثر من غيره, يقول: إنما قيل: ½خير العشاء سوافره¼ كي يُتعجَّل في أكل طعام المساء في ضوء النهار ويُجتنَب عن أكله في ظلام الليل؛ لأنه يورث ضعف البصر, وقد جاء في النهي عن ترك العَشاء حديث, عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه, قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((لا تَدَعوا العَشاء ولو بكفّ من تمر, فإنّ تركه يُهرِم)). و½يهرم¼ أي: قد يسبب الضعف والهَرَم, لكن لا ينام بعده رأسا، كما ورد في الحديث: ((أذيبوا طَعامَكم بذكر الله والصلاة، ولا تناموا عليه فتَقْسُوَ قلوبكم)). (مغاني بزيادة)

[3] قوله: [اللّهُمّ إلاّ أن تقِدَ نارُ الجوعِ...إلخ] ½اللّهمّ¼ قد سبق القول في تفسيره في شرح الخطبة, وقد يؤتَى بها قبل ½إلاّ¼ إذا كان المستثنَى عزيزاً نادراً, وكان قصدُهم بذلك الاستظهار بمشيّة الله تعالى في إثبات وُجوده إيذاناً بأنه بلغ من الندرة حدّ الشذوذ, وهذا كثير في كلام الفُصَحاء, كما ههنا, ألا ترى كيف يقطُر منه ماءُ الندرة ويلوح عليه سيما الشذوذ؛ لأنّ الغالب في ذلك الوقت الذي ذكَر الشبعُ فضلاً أن يشتدّ الجوعُ فيه حتّى تقد ناره ويحول دون النوم أُوارُه, و½وقدت النار¼ تقِد وقوداً, أي: توقّدت, ½وقدت نار الجوع¼ أي: اشتدّ الجوع, و½تحول¼ تمنع, و½الهجوع¼ النوم, يعني: إلاّ أن يشتدّ جوعكم وتمنع من النوم. (المطرّزي, الشريشي)

[4] قوله: [فكأنّهُ اطّلعَ على إرادَتِنا...إلخ] ½إرادتنا¼ من عدم التكليف وإحضار ما تهيّأ, ½عقيدتنا¼ أي: ما انعقدت عليه نيّاتنا, ويقال: ½رميت عن القوس¼ ولا يقال: ½رميت بها¼, إلاّ أن ترميها من يدك, يعني: أنه وافق في المعتقد فأعرف عمّا في ضمائرنا من الإتيان باليسير. (الشريشي, الجوهرية)