فالتَفَتُّ إلى تِلميذِه وقُلتُ: عزَمْتُ عليْكَ [1] بمَن تَستَدفِعُ بهِ الأذى, لتُخْبرَنّي مَنْ ذا؟, فقال: هذا أبو زيْدٍ السَّروجيُّ سِراجُ الغُرَباء [2], وتاجُ الأدَباء, فانصرَفْتُ من حيثُ أتيتُ, وقضَيْتُ العجَبَ ممّا رأيْتُ.
[1] قوله: [عزَمْتُ عليْكَ...إلخ] أي: أقسمت عليك, ½بمن تَستَدفِع به الأذى¼ أي: تطلُب به دفعَ الأذى, وهو الله تعالى, والمعنى بهذا طلب الفعل من المخاطَب على سبيل الاستعطاف والاستشفاع بالله إليه, كأنه قيل: بالله لا أطلب منك إلاّ هذا. (المطرّزي)
[2] قوله: [سِراجُ الغُرَباء...إلخ] ½سراج¼ مصباح, يريد أنه للغرباء مصباح يفخرون به ويهتدون بحيلته, وللأدباء تاج يتزيّنون به ويضعونه فوق رءوسهم, و½انصرفت¼ رجعت, و½قضيت العجب¼ أي: أتممته, كأنه قال: قضيت حاجتي ممّا رأيت, ويقال: ½قضى نحبه من كذا¼ أي: بلغ مراده, و½قضى عليه القاضي¼ أي: قطع عليه, و½القاضي¼ القاطع للأمور, المُحْكِم لها, وقوله تعالى: ﴿فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ﴾ [حم السجدة:١٢] أي: قطعهنّ وأحكم خلقهن, ويكون ½قضى¼ بمعنى ½عمل¼. (الشريشي)