عنوان الكتاب: المقامات الحريرية

إنْ دانَ يـومـاً لِـشَـخْـصٍ

 

فـفــي غــدٍ يـتــغــلّــبْ

فـلــا تــثِــقْ بــوَمِــيــضٍ

 

مـنْ بـرْقِـهِ فـهْـوَ خُـلّبْ [1]

واصْـبِـرْ إذا هــوَ أضْــرى

 

بــكَ الخُــطــوبَ وألّــبْ

فـمـا عـلـى الـتِّــبْــرِ عــارٌ

 

فـي الـنّـارِ حيـنَ يُـقلَّـبْ [2]

ثمّ نهضَ مُفارِقاً موضِعَهُ [3], ومُستَصْحِباً القُلوبَ معَهُ.


 



[1] قوله: [إنْ دانَ يوماً...إلخ] ½دان¼ طاع وانقاد, و½يتغلّب¼ يتحوّل عن الطاعة, و½وميض¼ لمع خفيّ, و½خُلّب¼ خَدّاع, و½البرق الخلب¼ الذي لا غيث فيه, كأنه خادع, و½الخلّب¼ أيضاً السحاب الذي لا مطر فيه, وأراد: لا تثق بالدهر, إذا ما كسبت فيه شيئاً من المال فإنه يحوّل عنك ولا يترك لك منه شيئاً. (مغاني, الشريشي)

[2] قوله: [واصْبِرْ إذا هوَ أضْرى...إلخ] و½أضرى به¼ أي: أغرا به, وألهج به, يقال: ½ضَرِيَ الشيءُ بالشيء¼ إذا اعْتادَه فلا يَكادُ يَصْبرُ عنه, ½الخطوب¼ الشدائد والأمور العظيمة, و½ألب¼ حشد, أي: جمع, و½هم عليه ألب واحد¼ أي: مجتمعون عليه بالظلم والعداوة, ½التبر¼ ما كان من الذهب والفضة غير مضروب ولا مُصاغ, فإذا ضرب دنانير فهو عين, يقول: اصبر للشدائد إذا أضراها الدهر بك وحشدها, فما عليك في ذلك عيب, كما أنّ الذهب يُسبَك بالنار وهو مع ذلك عزيز القدر. (مغاني, الشريشي)

[3] قوله: [نهضَ مُفارِقاً موضِعَهُ...إلخ] ½نهض¼ أي: قام, ½مفارقا موضعه¼ أي: حال كونه مفارقاً موضعه, ½استصحبه¼ أي: طلب صحبته, ودعاه إلى صحبته. (مغاني)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

132