عنوان الكتاب: المقامات الحريرية

فقال: يا أخايِرَ الذّخائِرِ [1], وبشائِرَ العَشائِرِ, عِموا صَباحاً [2], وأنْعِموا اصطِباحاً, وانظُروا إلى مَنْ كان ذا نَديّ ونَدًى [3], وجِدَةٍ وجَداً, وعَقارٍ وقُرًى, ومَقارٍ وقِرًى, فما زالَ بهِ قُطوبُ الخُطوبِ [4], وحُروبُ الكُروبِ,


 



[1] قوله: [يا أخايِرَ الذّخائِرِ...إلخ] ½الأخاير¼ جمع أخْيَر, كما يقال: أكبر وأكابر, والمستعمل خير وشرّ, ولا يقال: أخير ولا أشرّ إلاّ شاذًّا, وإن كان هو الأصل لكنه رفض استعماله وجاء الجمع على الأصل؛ لأنه يردّ الشيء إلى أصله, فإذا تعجّبوا من ذلك قالوا: ½ما أخير فلاناً¼ و½ما أشرّ فلانا¼, ويحتمل أن يكون جمع ½أخيار¼ على اعتبار حذف ياء أفاعيل, فأصله أخايير ثم يكون أخيارا, جمع ½خيّر¼ وهو الكثير الخير, و½الذخائر¼ جمع ذخيرة, وهي الشيء النفيس الغالي يصونه الإنسان ويعتدُّه لزمانه, و½البشائر¼ جمع بِشارة, و½بشرت الرجل¼ إذا أدخلت عليه السرور, و½العشائر¼ جمع عشيرة, وهي قرابة الرجُل من قبيلته, يقول: أنتم أرفع الذخائر وخيرها, وأنتم يستبشر من لقيكم برؤيتكم, ويتيامن بلقائكم, ويعلم أنكم تصلونه؛ ليستعطفهم بهذا الكلام. (الشريشي)

[2] قوله: [عِموا صَباحاً...إلخ] ½عم صباحاً¼ معناه: أنعِم صباحاً, كأنه لمّا كثُر هذا الحرف في كلامهم حذفوا بعضَ حروفه لمعرفة المخاطَب به, كقولهم في اللهمّ: ½لاهُمّ¼, وهو دعاء لهم بالنعمة في الصباح, أي: جعلكم الله تنعمون في صباحكم, و½أنعموا اصطباحاً¼ أي: طاب شربكم في الصَّباح وتنعّمتم به, و½الاصطباح¼ أن يُصبِحوا وهم يشربون. (الشريشي)

[3] قوله: [ذا نَديّ ونَدًى...إلخ] ½الندِي¼ مجلس القوم ما داموا مجتمعين فيه, و½ذا ندي¼ أي: سيد أهل النادي ومقدمهم, أي: هو شريف يُقعد ويجتمع عنده, و½الندَى¼ الجود والسخا والكرم, و½الجدة¼ المال, و½جدًى¼ عطيّة, وأصله: المَطَرُ العامّ, ويقال: ½غيثٌ جَداً¼ لا يُعرف أَقصاه, و½العَقار¼ المال الذي لا ينتقل كالنخل والدُّوَر والأرضين, و½قرًى¼ جمع قرية, و½مقار¼ الجِفان التي يُقرى فيها الأضياف, أي: يطعمون فيها, و½القِرى¼ طعام الضيف. (مغاني, الشريشي)

[4] قوله: [فما زالَ بهِ قُطوبُ الخُطوبِ...إلخ] الضمير راجع إلى ½من¼, و½قطوب¼ عبوس, و½الخطوب¼ الشدائد والأمور العظيمة, و½الحروب¼ القتال, و½الكروب¼ الغموم الشدائد, قال الأزهري: ½الكرب هو الغمّ الذي يأخذ بالنفس¼, قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: ((إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلاّ فرّج الله عنه, كلمة أخي يونس: ﴿فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ أَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾)) [الأنبياء:٨٧]. (مغاني, الشريشي)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

132