عنوان الكتاب: المقامات الحريرية


كـأنّـمـا مِـن الـقُـلـوبِ نُـقْـرَتُـهْ

 

بـهِ يَـصُولُ مَنْ حـوَتْـهُ صُرّتُـهْ [1]

وإنْ تَفـانَـتْ أو تَوانَـتْ عِتْـرَتُـهْ

 

يـا حَـبّـذا نُـضـارُهُ ونَـضْـرَتُـهْ [2]

وحـبّـذا مَـغْــنــاتُــهُ ونُـصْـرَتُــهْ

 

كَـمْ آمِـرٍ بهِ استَـتَـبّتْ إمرَتُـهْ [3]

ومُتْـرَفٍ لوْلاهُ دامَـتْ حسْرَتُـهْ

 

وجـيْـشِ هـمٍّ هزمَـتْـهُ كـرّتُـهْ [4]


 

 



[1] قوله: [كأنّما مِن القُلوبِ نُقْرَتُهْ...إلخ] ½النقرة¼ القطعة المسبوكة من الذهَب والفِضّة قبل أن يطبع منها الدراهم والدنانير, و½النقرة¼ إنما تُستعمَل مِن الفِضّة, واستعملها في الذهب لِقُرب ما بينهما, و½يصول¼ يقهر ويغلِب, و½وحوته¼ ضمّته وجمعته, و½الصرّة¼ ما يجتمع فيه الدراهم, يقول: كأنما قُطعت نقرتُه مِن قُلوب الناس لِشدّة حبّهم فيه ومَن ملك الدراهم والدينار يغلِب به على زمانه. (الشريشي)

[2] قوله: [وإنْ تَفانَتْ أو تَوانَتْ عِتْرَتُهْ...إلخ] ½تفانت¼ هلكت, و½توانت¼ أبطأت وضعفت عن نصرته, و½عترته¼ قرابته الأدنون, والضمير يعود على ½من¼, و½حبّذا¼ مِن أفعال المدح, و½النضار¼ الذهب, والجوهر الخالص من التبر وغيره, و½النضرة¼ النعمة والرونق والحسن والعيش والغنى, قال الله تعالى: ﴿تَعۡرِفُ فِي وُجُوهِهِمۡ نَضۡرَةَ ٱلنَّعِيمِ[المطففين:٢٤], أي: نضارته وبريقه. (مغاني, الشريشي)

[3] قوله: [مَغْناتُهُ ونُصْرَتُهْ...إلخ] ½مغناته¼ منابه, يقال: فلان يغني مغناتك, أي: ينوب منابك, ويقوم مقامك, و½استتبت الأمر¼ أي: استقام وتهيّأ, و½الإمرة¼ هي الإمارة والوَلاية, يريد أنه ينوب عن الإنسان في المضايق وينصره, وكم من آمر استقامت به إمارتهم وولايتهم. (مغاني, الشريشي بزيادة)

[4] قوله: [ومُتْرَفٍ لوْلاهُ دامَتْ حسْرَتُهْ...إلخ] ½مترف¼ منعَّم ومُوَسَّع عليه عيشُه, يقال: ½أترفته النعمة¼ أي: أطغته, ½دامت¼ أي: استمرّت, و½الحسرة¼ الحزن وأشدّ التلهّف على ما فات, و½الجيش¼ العسكر, و½هزمته¼ قهرته ودفعته, و½الكَرّة¼ الحملة, أراد به بذله فيما يُدفَع به الهمُّ, والمعنى: رُبّ منعَّم لولا الدينار في صرّته استمرّت حزنه, وإنّ الهم إذا عظُم حتّى صار كالجيش يهزمه الدينار ببذله فيما يدفع به الهم. (مغاني, الرازي بزيادة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

132