عنوان الكتاب: المقامات الحريرية

فأبْرَزتُ ديناراً [1], وقُلتُ لهُ اختِباراً: إنْ مدَحْتَهُ نَظْماً, فهوَ لكَ حتْماً, فانْبَرى يُنشِدُ في الحالِ [2], من غيرِ انتِحال:

أكْـرِمْ بـهِ أصفَـرَ راقَتْ صُفرَتُـهْ

 

جوّابَ آفاقٍ تَرامَـتْ سَفرَتُـهْ [3]

مـأثـورَةٌ سُـمـعَــتُـهُ وشُـهــرَتُـهْ

 

قد أُودِعَتْ سِرَّ الغِنَى أسِرّتُـهْ [4]


 

 



[1] قوله: [فأبْرَزتُ ديناراً...إلخ] ½أبرزت¼ أي: أخرجت, وأصل ½دينار¼ دِنّارٌ فقلبت إحدى النونين ياءً, ولذلك جُمع على دنانير, و½اختباراً¼ أي: امتحاناً, فهو منصوب مفعولاً لأجله, أو حالاً من فاعل, وعلى تأويل المصدر باسم الفاعل, أي: مختبرا, و½مدحتَه¼ أي: الدينار, و½نظماً¼ أي: كلاماً منظوماً, فهو منصوب على الوصف بالمصدر, ½حتما¼ أي: حقاً واجباً, وهو منصوب على التمييز, يقول: أخرجت ديناراً وقلت له امتحاناً إن مدحتَ الدينارَ حال كون مدحك له كلاماً منظوماً فهو لك حتماً واجباً. (الجوهرية)

[2] قوله: [فانْبَرى يُنشِدُ في الحالِ...إلخ] ½فانبرى¼ أي: اعترض وتقدّم, و½ينشد¼ أي: منشداً؛ لإحالة كون انشاده كائناً في الحال, وهذه الحال متداخلة, و½انتحال¼ ادّعاء منه في شِعر غيره, ½من غير انتحال¼ أي: حالة كون انشاده من غير إدعائه منه في شعر غيره أنه له, يقال: ½انتحل كذا¼ أي: ألزمه نفسه وجعله كالملك, مِن النِّحلة, وهي الهبة والعطية, وهذه الحال مترادفة لأنهما من فاعل واحد. (الشريشي, الجوهرية)

[3] قوله: [أكْرِمْ بهِ أصفَرَ...إلخ] ½أكرم به¼ أي: ما أكرمه بمعنى التعجب, و½راقت¼ أي: أعجبت, و½جوّاب آفاق¼ أي: كثير السفر إلى البلاد, و½الجوب¼ القطع, يقال: ½جاب البلاد¼ يجوبها جوباً أي: يقطعها ويسافرها, و½الآفاق¼ النواحي, واحدها أُفُق, و½ترامت سفرته¼ أي: رمته سفرة إلى سفرة أخرى, يقول: ما أرفع قدر الدينار وهو أصفرُ تعجب صفرتُه الناس, وهو يجوب نواحي الأرض ويسافر من مكان إلى مكان. (مغاني, المصباحي)

[4] قوله: [مأثورَةٌ سُمعَتُهُ وشُهرَتُهْ...إلخ] ½مأثورة¼ أي: مروية ومحدّث بها, وقيل: مشهورة, ويقال للأدعية التي جاءت في القرآن والأحاديث: ½أدعية مأثورة¼, و½سمعته¼ ذِكرُه المسموع, ½أوضعت¼ ضُمِّنت, و½أسِرّته¼ أي: خطوط الدينار ونقوشه, استعارها مِن ½أسرّة الوجه¼ وكذلك أسارير الوجه, وهي خطوط الجبهة وجمالها, يقول: ذِكره وشهرته مروي ومحدّث بها قرنا بعد قرن وإنّ بين أسطاره سرّ الغنى, فمن ملكه ملك الغِنى. (الواسطي, الشريشي بزيادة)




إنتقل إلى

عدد الصفحات

132