الحمْد لله الذي أبدع الأكوان، وشرّف فيها الإنْسان، وأزكَى الصّلوات وأسنَى التحيّات على سيّدنا محمّد آله الأطهار وأصحابه الأبرار ومَن تبعهم إلى يوم الدين بإحسان.
أمّا بعد:
فإنّ إمام أهل السنّة شيخ الإسلام والمسلمين الإمام أحمد رضا خان -عليه رحمة الرحمن- ت١٣٤٠ﻫ/١٩٢١م. كان إمام العلماء في عصره في الديار الهندية, وقد صنَّف في الفقه الحنفي أكثر من مئتين وستين كتاباً كلّها تدلّ على عبقريته ولياقته وغزازة علمه. منها: العطايا النبوية في الفتاوى الرضوية كتاب ذو أهميّة كبيرة يحتوي على ثلاثين مجلداً ولا شكّ أنّ هذا الكتاب الجليل موسوعة في الفقه الإسلامي ودائرة العلوم والمعارف عندما يطالعه العلماء يتعجبّون ويتحيّرون من بصيرة الإمام الفقيه. وكان الإمام يجيب في فتاواه بالعربية والفارسية والأردية لأنّ السائلين ومنهم العلماء والمشايخ كانوا يسألونه بهذه اللغات. فاخترنا الفتاوى العربية من الفتاوى الرضوية؛ لنقدم للقاري العربي واهتممنا الأمور الآتية في التحقيق والترتيب:
التزمنا الخطّ العربي الجديد وأوردنا رموزاً وأوقافاً على وفقه ليسهل العبارة.
اهتممنا تشكيل الكلمات بعض الألفاظ الصعبة.
أمور التحقيق والتخريج:
عرّبنا عبارات الأرديّة ووضعناها بين القوسين المعقوفين [ ]؛ ليتميّز كلام الإمام عن كلامنا المعرّب و عرّبنا العبارات الفارسيّة في الحاشية.
من عادة الإمام في إيراد الدلائل أن يحيل القاري إلى تعليقاته الفقهيّة غير المطبوعة، والمراجعة إليها ليس بسهل، فبالنظر إلى هذا قد نقلنا تلك التعليقات على هذا المقام.