عنوان الكتاب: الإمام أحمد رضا خان مفخرة الإسلام

عبقريته في الفقه الإسلامي:

حصل الإمام على إجازة في الإفتاء في الرابعة عشر من عمره، فكانت مدة عمله في الإفتاء أكثر من خمسين سنة، وكان رحمه الله تعالى واسع المعرفة بالمذهب الحنفي ودقائقه، له قرابة ثلاثمائة كتاب في الفقه، منها: جد الممتار على حاشية ابن عابدين في سبعة مجلدات، وكفل الفقيه الفاهم في أحكام قرطاس الدراهم الذي أجاب فيه علماء الحرم الشريف حول مسألة الأوراق النقدية التي أعيتهم، وأعظم كتبه (العطايا النبوية في الفتاوى الرضوية) في ثلاثة وثلاثين مجلداً، والتي تعتبر موسوعة في الفقه الإسلامي، ودائرة علومٍ ومعارف، من نظر فيها يتعجب من بصيرة الإمام الفقيهة، ودقة نظره وبحثه وتحقيقه، وهذا ما شهد به كبار العلماء في رياسة الإمام أحمد رضا.

-      قال الدكتور محمد إقبال الشاعر الشهير: (لم يظهر فقيه طبّاع ذكيّ مثله في عهد "الهند" الأخير، وليس رأيي هذا إلاَّ بعد ما طالعتُ فتاواه، وتشهّد فتاواه بذكائه وفطانته وجودة طبيعته وكمال تفقّهه وتبحّره العلميّ في العلوم الدينيّة شهادةً عادلةً، وعندما يقيم مولانا أحمد رضا الفاضل البريلويّ رأياً يقوم عليه بالقوّة، ولا شكَّ أنَّه لا يُظهر رأيه إلاَّ بعد تفكيره العميق وخوضه الطويل؛ لأجل ذلك لا يحتاج إلى الرجوع والتبديل في فتاواه وقضائه الشرعي، ولم يرجع الإمام عن أيّ مسألة وفتوى طول حياته، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).[1]


 



[1] (فاضل بريلوي اور ترك موالات بالأوردية للدكتور مسعود أحمد رحمه الله تعالى، صــ١٦).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

20