وقد عرف عن الإمام رحمه الله كرامات كثيرة منها:
كان الإمام أحمد رضا يسافر بالقطار إلى بريلي، ثم إن القطار توقف لدقائق عند إحدى المحطات، وقد آن أوان صلاة المغرب، فنزل الإمام رحمه الله وأشار على رفقائه بالنزول معه فنزلوا، وما أن شرعوا بالصلاة حتى دق جرس القطار مؤذناً بالتحرك والمسير، وعندما همَّ السائق بالمسير لم يتحرك القطار، وحاول كثيراً دون فائدة، فقدم مفتش التذاكر ومدير المحطة والتف الناس ليروا ما الأمر، فنظر أحدهم إلى الإمام أحمد رضا وقال لعل القطار لن يسر وهو ينتظر هذا الرجل حتى ينهي صلاته، ولما فرغ الإمام من الصلاة وركب انطلق القطار في المسير (فمن كان لله كما يريد، يكن له كل شيء كما يريد)..[1]
ومما جرى من الإمام أحمد رضا خان أنه رأى النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أثناء زيارته للمدينة، وكان حينها يكثر من صيغة الصلاة الرضوية وهي: (صلى الله على النبي الأمي وآله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم صلاة وسلاماً عليك يا رسول الله).[2]
لما حانت وفاته سأل عن الوقت فأجابه ابنه الأكبر (الساعة الثانية و٣٧ دقيقة) فقال الإمام لابنه اذهب وتوضأ ثم أمره أن يقرأ سورة يس وسورة الرعد، وقد ورد أنهما يسهلان خروج الروح ويخففان سكرات الموت[3]، فسمعهما الإمام بخشوع تام، ثم شرع يدعو بأدعية السفر ثم أخذ يردد (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وبعد دقيقتين صعدت روحه إلى باريها وكان حان وقت صلاة الجمعة والمؤذن يقول (حي على الفلاح) في ٢٥ صفر سنة ١٣٤٠ هجرية الموافق ٢٨ اكتوبر ١٩٢١م في مدينة بريلي.[4]
[1] (حياة أعلى حضرة، ١/١٨٩ – ١٩٠).
[2] (جد الممتار على رد المحتار، صـ١/١٨).
[3] حيث قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَءُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ» (سنن أبي داود، ٢/٢٤٤، رقم الحديث: ٩٧٣).
وكما ذكر الإمام السيوطي في تفسيره "الدر المنثور" قول جابر بن زيد رضِي الله عنه في قراءة سورة الرعد، أنه قال: "كَانَ يسْتَحبّ إِذا حضر الْمَيِّت أَن يقْرَأ عِنْده سُورَة الرَّعْد فَإِن ذَلِك يُخَفف عَن الْمَيِّت فَإِنَّهُ أَهْون لقبضه وأيسر لشأنه". (الدر المنثور في التفسير بالمأثور، ٤/٥٩٩).
[4] (سوانح الإمام أحمد رضا، صـ٣٨٤، ملخصاً).