عرف الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى العلم والعلماء منذ ولادته، فإنّ البيت الذي ولد ونشأ فيه هو بيت العلم والتعليم والتأليف والتدريس، ولهذا فإننا لا نستطيع أن نجزم متى بدأ الإمام أحمد رضا رحمه الله تعالى بطلب العلم، فالطفل يتأثر ببيئته ويكتسب منها منذ الصغر بل أنّ هناك دراسات علمية تقول: إنَّ الطفل في فترة الحمل يتأثر بوالدته وبتلاوتها للقرآن الكريم.
أما طلبه للعلم من خلال الصفوف والدراسة النظامية فقد اشتغل به منذ صغره فقرأ على والده وجده وشيوخ آخرين، في مختلف العلوم الشرعية، ولم يتجاوز الإمام السنة الرابعة عشر إلا وقد أكمل دراسة العلوم الشرعية والعربية واستوعبها استيعاباً كاملاً.
وما يميز الإمام أحمد رضا أنه كان ذا عقلية فذة، وذكاء نادر، وسرعة في الفهم، وقوة في الحفظ، قد جمع الله تعالى فيه كل الصفات التي يتفوق بها العلماء، ففاق أقرانه لا في مجالٍ أو علمٍ واحد، بل في كل علم ولج بابه، وأذكر لكم بعض المعلومات عن الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى وطلبه وتحصيله للعلوم:
- استكمل واستوعب العلوم الشرعية والعربية والفارسية ولم يتجاوز الرابعة عشر من عمره، يقول رحمه الله تعالى:
(وأكملت تحصيل العلوم لمنتصف شعبان ١٢٨٦هــ وأنا إذ ذاك ابنُ ثلاثةَ عشرَ عاماً وعشرة أشهر وخمسة أيام، وفيه أصدرت أول فتوى، وفي هذا التاريخ أيضاً فُرضت علي الصلاة وتوجهت إلي الأحكام)[1].